٥ ـ الله عزوجل ليس جسماً
هناك جماعة بين المسلمين وغير المسلمين تدعى بـ (المجسّمة) ، والتي تعتقد بجسمانية الله ، وتنسب إليه جميع عوارض الأجسام ، وقد نُقلَت عنهم مطالب مُضحكة ومُخجلَة في نفس الوقت ، إلى درجة أنّ الشهرستاني في كتاب (الملل والنحل) ينقل عنهم أنّهم يقولون حتى بإمكانية لمس الله ، ومصافحته ومعانقته ، من قبل المسلمين الخُلَّص!! حتى أنّه نُقِلَ عن (داود الجواربي) ، الذي كان من القائلين بهذا المذهب ، أنّه قال : «اعفوني من الفرج واللحية واسألوني عمّا وراء ذلك ، فمعبودي جسم ودم ولحم ، وله جوارح وأعضاء ، من يدٍ ورجلٍ ، ورأس ، ولسان ، وعينين ، وأذنَين ، ومع ذلك فهو جسم لا كالأجسام وليس كمثله شيء ، ولحم لا كاللحوم!».
وكذلك نُقل عنه أيضاً بأنّه كان يقول : «إنّه (١) أجوف من أعلاه إلى صدره ، مصمت ما سوى ذلك ، وإنّ له وفرة سوداء (٢) وله شعر قط (٣)).
ويذكر (المحقق الدواني) عنهم عجائب اخرى فيقول : «إنّهم طوائف مختلفة ، فبعضهم يقول : إنّه (عزوجل) مركب من لحم ودم!!
ويقول البعض الآخر : إنّه نور متلالي كصحيفة بيضاء طوله سبعة أشبار من أشباره هو! ويقول البعض : إنّه شاب أمرد ذو شعرٍ مجعّد!
والبعض يقولون : إنّه بشكل شيخ كبير لون شعر رأسه ولحيته سوداء بيضاء» (٤).
إنّ هذا الكلام غير العقلائي يشير بوضوح إلى مقدار ما تحمله هذه الطائفة من انحطاط فكري ، فعبّروا عن الله تعالى بتعابير لا تصدر حتى من الأطفال الصغار ، ولم يخجلوا من ذكر هذه الأمور.
طبعاً لا يمكن التصديق الآن بوجود أحد من المسلمين أو غير المسلمين يحمل مثل هذه الاعتقادات.
__________________
(١) الملل والنحل ، ج ١ ، ص ٩٦ ـ ٩٧.
(٢) «الوفرة» (بفتح وسكون) شعر الرأس إذا وصل إلى شحمة الاذن.
(٣) «شعر قط» (بالفتح والتشديد) و «قطط» (الفتحتين) وقيل قصير كثير الجعودة ، حسن التجاعيد.
(٤) بحار الأنوار ، ج ٣ ، ص ٢٨٩.