والتذَلُّل للباري ، لأنّ الإنسان يرفع يديه حينما يظهر خضوعه واستسلامه لشخص أو شيء معين.
وفي حديثٍ للإمام الباقر عليهالسلام في تفسير آية (فما استكانوا لربّهم وما يتضرّعون).
فقال عليهالسلام : «الاستكانة هو الخضوع ، والتضرع هو رفع اليدين والتضرع بهما»(١).
٥ ـ نفي المكانية عن الله في الروايات الإسلامية
طُرحت هذه المسألة بشكل واسعٍ في الروايات الإسلاميّة في : أصول الكافي ، بحار الأنوار ، نهج البلاغة ، توحيد الصدوق ، وغيرها ، وذِكْرُها جميعاً لا يتناسب مع طريقة اختصار الكتاب ، لذا نكتفي بنفحات منها :
١ ـ عن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام أنّه قال : «إنّ الله تبارك وتعالى لا يوصف بزمان ، ولا مكان ، ولا حركة ، ولا انتقال ، ولا سكون ؛ بل هو خالق الزمان والمكان والحركة والسكون والانتقال ، تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً» (٢).
٢ ـ وجاء في حديث آخر أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام سمع رجلاً يقول : «والذي احتجب بسبع طباق ؛ فعلاه بالدرّه ، ثم قال له : ياويلك إنّ الله أجلَّ من أن يحتجب عن شيء ، أو يحتجب عنه شيء سبحان الذي لا يحويه مكان ، ولا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ؛ فقال الرجل : أفأكفّر عن يميني ياأمير المؤمنين؟ قال : لا لم تحلف بالله فيلزمك الكفارة ، وإنّما حلفت بغيره» (٣).
٣ ـ وورد في حديث آخر عن الإمام الصادق عليهالسلام : «إنّ سليمان بن مهران سأله هل يجوز أن نقول : إنّ الله عزوجل في مكان؟ فقال : سبحان الله وتعالى عن ذلك إنّه لو كان في مكان لكان مُحْدَثاً ، لأنّ الكائن في مكان محتاج إلى المكان والاحتياج من صفات المحدث لا من صفات القديم» (٤).
__________________
(١) أصول الكافي ، ج ٢ ، ص ٤٧٩ (باب الرغبة والرجعة) ح ٢.
(٢) بحار الأنوار ، ج ٣ ، ص ٣٠٩.
(٣) المصدر السابق ، ج ٣ ، ص ٣١٠.
(٤) التوحيد للصدوق ، ص ١٧٨ ، ح ١١.