هذا هو ما وصلنا من المنطق الصحيح والمعارف الحقة لأهل البيت عليهمالسلام حول الله سبحانه وتعالى.
* * *
٦ ـ تبريرات المخالفين
أثبت تاريخ العقائد الإسلاميّة بأنّ المنحرفين عن أصول الدين المعروفة كانوا يسْتعينون بالآيات المتشابهة لإثبات مقاصدهم دون أن يلتفتوا إلى القانون الذي طرحهُ القرآن في هذا المجال ، وهو تفسير المتشابهات في ظل المحكمات.
وقد لجأ القائلون بوجود مكان لله تعالى ، والقائلون بوجود جسم له أيضاً إلى بعض الآيات المتشابهات واعتبروها كافيةً لإثبات ادّعائهم بصورة منفصلة عن بقية الآيات القرآنية ، إليكم أهمها :
١ ـ (الرَّحْمَنُ عَلى العَرشِ اسْتَوَى). (طه / ٥)
تصور هؤلاء بأنّ (العرش) سريرٌ في أعلى السموات ، يجلس الله عليه ، ويصدر أوامره إلى الملائكة!
فهم يتغافلون عن أنّ هذا تعبيرٌ كنائي يُستعمل في الكثير من العبارات المتداولة ، وهو كناية عن السلطة والقدرة.
ويجدر التوضيح بأنّ الملوك القدماء كانوا يمتلكون نوعين من العرش :
الأول : مرتفع يطلق عليه العرب إسم (العرش) ، يجلس عليه الملك في الأيام الخاصّة ذات الطابع الرسمي.
والثاني : منخفض ، يأتي إليه الملك كل يوم ويجلس عليه في الحالات الطبيعية ليمارس عمله ويصدر أحكامه وأوامره ويدبّر أمور البلاد ، ويُطلق عليه العرب (الكرسي).
واستُعملت كلمتا (العرش) و (الكرسي) رويداً رويداً كرمزين وكنايتين عن السلطة ، وهذا المفهوم واضح في التعابير التالية :