وفسّرها البعض بمعنى الشاهد والناظر أو القيّوم بأمور الخلائق (١).
وقد ورد في مصباح الكفعمي عن بعض العلماء ـ حول تفسير هذه الكلمة ـ : إنّها تعني الحافظ لأعمال العباد ومقدرات أعمارهم وأرزاقهم (٢) ، ولكن كما قلنا : إنّ لهذه الكلمة معنىً أوسعَ.
* * *
من مجموع ما ذكرناه في تفسير هذه الصفات السبع ، التي لها مفاهيم متقاربة أو متلاصقة مع بعضها ، تتجلى أمامنا صفحة اخرى من المعارف وصفات الفعل الإلهيّة ، صفحة ذات آثار تربويّة ثمينةٍ وقيمّة جدّاً.
إنّها تدعو الناس إلى فعل الخيرات واجتناب أي لونٍ من القبائح والسيئات ، وذلك لأنّهم يعلمون بأنّ الله يراهم حيثما كانوا ، وتطمئنهم إزاء الحوادث الصعبة ، لأنّهم يعلمون بأنّ الله هو الحافظ.
لهذا فإننا نقول : إنّ ذكر الصفات الإلهيّة في القرآن الكريم ذو هدفين اساسيين : أحدهما رفع مستوى معرفة الإنسان بربّه ، والآخر تربيته في مختلف الجوانب.
* * *
٢١ ـ الرازق ٢٢ ـ الرزّاق ٢٣ ـ الكريم ٢٤ ـ الحميد ٢٥ ـ الفتّاح
إنّ لهذه الصفات الخمس ـ المذكورة أعلاه ـ مفاهيم متقاربة ومتلازمة مع بعضها ، وتحكي جميعها عن تأمين أرزاق بني البشر ، بل حتى جميع الكائنات الحية ، وتدل على أنّ المتولي لأمر خلق الموجودات يلتزم تأمين مايديم حياتها أيضاً ، وأنّ آثار نعمته الوفيرة
__________________
(١) لسان العرب ، مقاييس اللغة ، ونهاية ابن الأثير. وقد نُقل في بعض التفاسير عن أبي عبيدة أحد علماء اللغة بأنّه قال : يوجد في كلام العرب خمسة أسماء فقط على هذا الوزن هي : (المهيمن) (المبيطر) ، (المسيطر) ، (المبيقر) ، و (المخيمر) ... عن تفسير روح الجنان.
(٢) مصباح الكفعمي ، ص ٣١٨.