ووردت هذه الكلمة في القرآن في ثلاثة موارد ، الأول في مورد الإلحاح في السؤال ، كما في قوله تعالى : (إِن يَسْأَلكُمُوهَا فَيُحفِكُم تَبخَلُوا)!. (محمد / ٣٧)
وفي مورد العلم والمعرفة كما في قوله تعالى : (يَسْأَلونَكَ كَأَنَّكَ حَفِىٌّ عَنْهَا). (الأعراف / ١٨٧)
وفي مورد الإلحاح في عمل الخير كما في الآية : (سَلَامٌ عَلَيكَ سَأَستَغفِرُ لَكَ رَبِّى إِنَّهُ كَانَ بِى حَفِيًّا). (مريم / ٤٧)
وعلى أيّة حال فعندما تختصّ هذه الكلمة بالباري تعالى فإنّها يُمكن أن تعطى معنى العالم والخبير ، وفي هذه الحالة تكون من صفات الذات وليس الفعل ، وربّما تأتي بمعنى منتهى الإحسان والمحبّة أيضاً ، فتُعد في هذه الحالة من صفات الفعل الإلهي.
وبالمناسبة فانّها وردت في القرآن كصفة مرّة واحدة فقط ، وبمعنى منتهى الإحسان والمحبّة والتي وردت في قصة إبراهيم وعمّه التي ذكرناها سابقاً.
ويتضح البلاغ التربوي الذي تحمله هذه الصفة الإلهيّة في طياتها ، بقرينة ما ذكرناه في الصفات المشابهة لها ، وذلك لأنّها تحيي بصيص الأمل في قلوب العباد وتقربهم نحوه ـ سبحانه ـ من جهة ، ومن جهة اخرى تعطي درساً في الإحسان والمحبّة والحنان.
* * *
٣٣ ـ الغافر ٣٤ ـ الغفور ٣٥ ـ الغفّار ٣٦ ـ العفوّ ٣٧ ـ التوّاب ٣٨ ـ الجبّار
يُعد الغفران والرحمة الإلهيّة وعفو الباري عن المذنبين وقبول توبتهم ، أصول مجموعة من صفات فعل الله التي أوردنا ستة نماذج منها أعلاه.
وقد وردت هذه الصفات الإلهيّة في آيات قرآنية عديدة سنطلع عليها بعد أن نتأمل خاشعين في الآيات التالية :
١ ـ (غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوبِ). (١) (غافر / ٣)
__________________
(١) وردت هذه الصفة في آية واحدة من القرآن الكريم.