المبينة لأنواع النّعَم والمواهب الإلهيّة ، وحماية ودفاع الباري تعالى عن عباده ، لهذا يُلاحظ وجود ترابُط وثيق فيمابينها ، ولهذا السبب أوردناها هنا في مجموعة واحدة.
لنعود إلى القرآن الكريم ونمعن خاشعين في الآيات التالية :
١ ـ (إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ). (١) (الشورى / ٢٣)
٢ ـ (فَإِنَّ اللهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ). (٢) (البقرة / ١٥٨)
٣ ـ (لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِىٌّ وَلَا شَفِيعٌ). (٣) (الأنعام / ٥١)
٤ ـ (وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ وَكِيْلٌ). (٤) (الأنعام / ١٠٢)
٥ ـ (أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ). (٥) (الزمر / ٣٦)
جمع الآيات وتفسيرها
إنّ كلمتي (شاكر) و (شكور) مشتقتان من مادّة (شُكر) وهي تعني ـ كما جاءَ في (فروق اللغة) ـ الإعتراف بالنعمة من باب تعظيم المنعم ، وقال صاحب (مصباح اللغة) : الشكر هو الإعتراف بالنعمة واداء الطاعة وترك المعصية ، لهذا فقد يحصل أحياناً باللسان وأحياناً اخرى بالعمل. وقال الراغب في مفرداته : إنَّ معناه الأصلي هو «تصوّر النعمة وإظهارها» ، ويقابله (الكفر) و (الكفران) : وهو نسيان النعمة وسَترُها ، ويُطلق تعبير (الشكور) على الحيوان الذي يُطهِرُ آثار عناية واهتمام صاحبه من خلال السمنة ، ثم قسّم الشكر إلى ثلاثة
__________________
(١) وردت كلمة «شكور» في تسعة مواضع من القرآن ، أربعة منها كصفة للباري (فاطر ، ٣٠ و ٣٤ ؛ الشورى ، ٢٣ ؛ التغابن ، ١٧).
(٢) وردت كلمة «شاكر» في أربعة مواضع من القرآن ، إثنان منها فقط كصفة لله سبحانه (البقرة ، ١٥٨ ؛ النساء ، ١٤٧).
(٣) وردت كلمة «شفيع» في خمسة مواضع من القرآن ، في ثلاثة منها فقط كصفة للباري سبحانه (الأنعام ، ٥١ و ٧٠ ؛ السجدة ، ٤).
(٤) وردت كلمة «وكيل» في أربعة وعشرين موضعاً من القرآن ، وفي بعض هذه المواضع فقط كصفة للباري مثل : (آل عمران ، ١٧٣ ؛ هود ، ١٢ ؛ يوسف ، ٦٦ ؛ القصص ، ٢٨ ؛ النساء ، ٨١ و ١٠٩ ؛ و...).
(٥) وردت كلمة «كافي» في موضعٍ واحدٍ فقط من القرآن الكريم وهو المذكور أعلاه.