والقدرة ، والفقر والغنى ، حقيقة كونهم دائماً بين يدي الله الحسيب ، سريع العقاب ، وشديد العقاب ، وقد وردت هذه الصفات الإلهيّة في آيات قرآنية عديدة ، لنتأمل في قسم منها خاشعين :
١ ـ (وَكَفَى بِاللهِ حَسِيبًا) (١). (النساء / ٦)
٢ ـ (وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ) (٢). (البقرة / ٢٠٢)
٣ ـ (وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ) (٣). (الأنعام / ٦٢)
٤ ـ (إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ العِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ). (٤) (الأنعام / ١٦٥)
٥ ـ (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (٥). (البقرة / ١٩٦)
* * *
جمع الآيات وتفسيرها
كلمة (حسيب) مشتقّة من مادّة (حساب) ، وقد ذُكر في مقاييس اللغة عدّة معانٍ لها هي : العدّ ، الكفاية ، و (حسبان) تعني نوع من الوسائد الصغيرة ، و (أحسَبْ) تعني مرض جلدي ، لكنّ كتاب التحقيق أرجع جميع هذه المعاني إلى معنىً واحد وهو البحث للإطلاع على حال شيءٍ معيّن والتحقيق عنه ، ولكون العدّ وسيلة لتحقُّق هذا المعنى كما أنّ الكفاية من لوازمه ونتائجه ، فإنّها استُعملتْ في هذا المجال أيضاً.
__________________
(١) وردت كلمة «حسيب» في أربعة مواضع من القرآن الكريم ، في ثلاثةٍ منها كصفة للباري تعالى (النساء ، ٦ و ٨٦ ؛ الأحزاب ، ٣٩) وفي موضعٍ واحد كصفة من صفات الإنسان في يوم القيامة عندما يُعطى كتابه بيده. (الاسراء ، ١٤).
(٢) وردت هذه الصفة في ثمانية مواضع من القرآن الكريم ممّا يدلّ دليلاً واضحاً على أهميتها (سورة البقرة ، ٢٠٢ ؛ سورة آل عمران ، ١٩ و ١٩٩ ؛ سورة المائدة ، ٤ ؛ سورة الرعد ، ٤١ ؛ سورة ابراهيم ، ٥١ ؛ سورة النور ، ٣٩ ؛ سورة غافر ، ١٧).
(٣) وردت هذه الصفة في موضعٍ واحد فقط من القرآن الكريم وهو المذكور أعلاه.
(٤) وردت هذه الصفة في موضعين من القرآن الكريم هما : الآية المذكورة أعلاه والآية ١٦٧ من سورة الأعراف.
(٥) تكررت هذه الصفة أربع عشرة مرّة في القرآن مما يُعدّ دليلاً على أهميتها (سورة البقرة ، ٢١١ و ١٩٦ ؛ سورة آل عمران ، ١١ ؛ سورة المائدة ، ٢ و ٩٨ ؛ سورة الأنفال ، ١٣٣ ، ٢٥ ، ٤٨ و ٥٢ ؛ سورة الرعد ، ٦ ؛ سورة غافر ، ٣ و ٢٢ ؛ سورة الحشر ، ٤ و ٧).