يستهينون بمعصية الباري ويرتكبون ما شاؤوا من الذنوب دون أن يتفكّروا في عواقبها ، مستغلين لطف الباري وكرمه.
أجل إنّه «أرحم الراحمين» ولكن في موضع العفو والرحمة ، وأشد المعاقبين في موضع النكال والنقمة!
اللهم عاملنا بلطفك ورحمتك ، وخلّصنا من أسر عذابك ، فنحن نُقرّ لك بذنوبنا ، ونعتذر إلى جنابك من تقصيرنا.
* * *
٤٩ ـ نصير ٥٠ ـ نعم النصير ٥١ ـ خير الناصرين
لا شك أنّ قدرة الإنسان المحدودة غير قادرة على حلّ المشاكل اللامتناهية ، ولولا عناية الباري في عالم التكوين والتشريع ، لما وصل ـ الإنسان ـ إلى مقصوده ولَضَلّ الهدف العظيم الذي خُلِقَ من أجله ، وهو التكامل والتقرّب من الله ، في هذا العالَم المتلاطم.
فالله العظيم هو الذي يعين الإنسان ويمدّه بعنايته عن طريق القوانين التكوينيّة والتشريعية وإمداده الظاهر والخفيّ ، ويأخذ بيده إلى حيث بلوغ الهدف المنشود متجنّباً طرق الحياة الملتوية.
لنمعن خاشعين في الآيات التالية الواردة في هذا المجال :
١ ـ (وَكَفَى بِاللهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللهِ نَصِيرًا) (١). (النساء / ٤٥)
٢ ـ (وَاعتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَولَاكُم فَنِعمَ المَولَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) (٢). (الحج / ٧٨)
٣ ـ (بَلِ اللهُ مَوْلَاكُم وَهُوَ خَيرُ النَّاصِرِينَ) (٣). (آل عمران / ١٥٠)
* * *
__________________
(١) وردت كلمة «نصير» في أربعة وعشرين موضعاً من القرآن ، وفي عدّة مواضع منها فقط كصفة لله ، مثل (النساء ، ٤٥ ؛ الفرقان ، ٣١ ؛ البقرة ، ١٠٧).
(٢) وردت صفة نعم النصير في موضعين من القرآن وفي كليهما وردت كصفة لله ، أحدهما الآية المذكورة أعلاه والاخر الآية ٤٠ من سورة الانفال.
(٣) وردت صفة «خير الناصرين» مرّة واحدة فقط في القرآن وهي كصفة للباري تعالى.