وإرادته ويجعل قراراته حدّية قوية لطيِّ طريق التربية والتكامل.
ومن جهة اخرى فإنّ (التخلق بأخلاق الله) يعلّمه هذه الحقيقة ، وهي أن يكون للمظلومين عوناً ، وللمحرومين ناصراً ونصيراً.
* * *
٥٢ ـ القاهر ٥٣ ـ القهّار ٥٤ ـ الغالب
أشرنا فيما مضى إلى أنّ بعض الصفات الإلهيّة يمكن أن تكون ذات بعدين ، ذاتي وفعلي ولكن بمفهومَيْن.
ويُمكن أن تكون صفتا (القاهر) و (القهّار) من هذا القبيل ، فلو اعتبرناها مرادفة لصفتي (قادر) و (قدير) لصارت من صفات الذات ، أمّا لو حُمِلَتْ على مفهوم القهر والغلبة الفعلية الخارجيّة لصارت من صفات الفعل.
وعلى أيّة حال فإنّ قدرته غير متناهية ومن جميع الجوانب فهو قاهر وغالب لكل شيء بالطبع ، ومسيطر على جميع الأمور ، لا مانع يحول دون مشيئته ، ولا يصعب عليه أيّ أمرٍ.
وقد وردت هذه الصفات الإلهيّة الثلاث في الآيات القرآنية ، فلنتأمل خاشعين في الآيات التالية :
١ ـ (وَهُوَ القَاهِرُ فَوقَ عِبَادِهِ). (١) (الانعام / ١٨)
٢ ـ (ءَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيرٌ أَمِ اللهُ الوَاحِدُ القَهَّارُ). (٢) (يوسف / ٣٩)
٣ ـ (وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمرِهِ وَلَكِنَّ أَكثَرَ النَّاسِ لَايَعلَمُونَ). (٣) (يوسف / ٢١)
* * *
__________________
(١) وردت كلمة «قاهر» في موضعين من القرآن الكريم (الانعام ، ١٨ و ٦١).
(٢) وردت كلمة «قهّار» في ستة مواضع من القرآن الكريم جميعها كصفة من صفات الباري. (يوسف ، ٣٩ ؛ الرعد ، ١٦ ؛ ابراهيم ، ٤٨ ؛ ص ، ٦٥ ؛ الزمر ، ٤ ؛ غافر ، ١٦).
(٣) وردت كلمة «غالب» في ثلاثة مواضع من القرآن الكريم ، ولكن في موضعٍ واحدٍ منها فقط كصفة لله سبحانه ، وتكررت كلمة (غالبون) ـ بصيغة الجمع ـ ست مرّات.