الحقيقة ، وهي كونه سبحانه (منبع) كل ألوان الحياة ، لذا يجب أن نتوجّه إليه سبحانه في حفظ الحياة الظاهرية والحياة الباطنية ، ونطلب منه الحياة ، لأنّهُ مُحيي كلَّ شيء.
ومن جهة اخرى إنّ التخلّق بهذه الصفة يُعَدُّ مصدراً لاعانة الحياة المادية والمعنوية للبشر ، ولتخليص عباد الله من الموت ، ولمحاولة هدايتهم إلى الله وأعمال الخير.
* * *
٥٨ ـ الشهيد
تُعد صفة (شهيد) من الصفات التي لها معانٍ مختلفة ، وهي من صفات الذات طبقاً لبعض هذه المعاني (لأنّ أحد هذه المعاني هو «العلم المصحوب بالحضور والشهود» ، فهي فرعٌ من صفة العلم في هذه الحالة).
وإذا كانت بمعنى الشهادة على أعمال العباد فتُحتَسبْ من صفات الفعل ، وذكرها هنا أيضاً وفق هذا المعنى ، ولنمعن خاشعين في الآيتين التاليتين : ـ
١ ـ (وَاللهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعمَلُونَ). (آل عمران / ٩٨)
٢ ـ (قُلِ اللهُ شَهِيدٌ بَينِى وَبَينَكُم). (الأنعام / ١٩)
* * *
جمع الآيات وتفسيرها
«شهيد» : من مادّة (شهود وشهادة) ، وهي بالأصل ـ كما ورد في مقاييس اللغة ـ تعني «الحضور» و «العلم» و «الإعلام» ، والشهادة تستلزم كلًّا من العلم والحضور والإعلام.
لكن الراغب قال في مفرداته : إنّ هذه الكلمة تعني الحضور المقارن للمشاهدة سواءً بالعين الظاهرة أم بعين القلب.
و (مشاهد الحج) هي الأمكنة المقدّسة التي يحضر فيها المؤمنون والملائكة.
ويُسمّى المقتول في سبيل الله (شهيداً) إمّا لحضور ملائكة الرحمة عنده ، أو لمشاهدته