علاوة على هذا فإنّ ما يرثه الورثة العاديّون محدود وهم بحاجةٍ إليه ، إضافةً إلى بخلهم في صرفه غالباً ، لذا يُلاحَظُ حصول الكثير من المشاكل والنزاعات بين الأقرباء من أجل أموالٍ ورثوها ، أمّا الله تعالى وهو الوارث النهائي للجميع فهو غير محتاج ، ولا يوجد حدّ لصفته هذه ، ولا طريق للبخل إلى وجوده فهو (خَيرُ الوَارِثِينَ).
وكما قال «الآلوسي» في «روح المعاني» : «إنَّ هذه الصفة تُشير إلى بقاء الذات الإلهيّة المقدّسة ، وفناء جميع الأشياء» (١).
وتعتبر طبعاً من صفات الذات إذا كانت تشير فقط إلى مسألة البقاء (أي أبدية وجوده المقدّس) ، ومن صفات الفعل إذا كانت تشير إلى مفهوم تملُّك مايبقى من الآخرين (فتأمل).
* * *
الله خير من كل شيء :
كما لاحظنا في الآيات العشر التي ذكرناها ، فقد وُصِفَ الله سبحانه وتعالى بصفات : (خير الراحمين والحاكمين والرازقين والناصرين و...).
فهل يُمكن قياس الباري مع غيره!؟ (نظراً إلى كون كلمة (خير) في مثل هذه الموارد ذات صيغة تفصيليّة).
هناك جوابان عن هذا السؤال :
الأول : إنَّ كلمة (خير) تفقد مفهومها التفصيلي في مثل هذه الموارد ، وتعطي معنى الكثرة ، وعليه فالصفات أعلاه تُشير إلى رحمة الله الواسعة ، وحكومته الواسعة ، ورزقه الوفير ، ونُصرته اللامحدودة ، دون أن يكون هنالك قياس في الموضوع ، «ما للترابُ وربّ الأرباب»؟ (٢)
__________________
(١) تفسير روح المعاني ، ج ١٧ ، ص ١٨٠.
(٢) يقول المرحوم الكفعمي في مصباحه حول تفسير «خير الناصرين» : «معناه كثرةُ تكرار النّصر منه كما قيل خير الراحمين لكثرة رحمته» (المصباح ، ص ٣٤٦).
ـ ورد نفس هذا المعنى في توحيد الصدوق مع فارقٍ قليل. (توحيد الصدوق ، ص ٢١٦).