توضيحات
١ ـ ماهي حقيقة الأسماء الحسنى؟
وكما أشرنا سابقاًإلى أنّ جميع أسماء الله حسنى ، لذا فإنّ هذا التعبير يشمل جميع الأسماء الإلهيّة ، وكما ورد في سبب نزول الآية الثانية من بحثنا هذا (الآية ١١٠ من سورة الإسراء) ، فقد نُقِلَ بأنّها نزلت عندما سمع المشركون رسول الله يقول : يا الله يارحمن! فقالوا باستهزاء : إنّه ينهانا عن عبادة معبودين لكنّه انتخب لنفسه معبوداً آخر ... فنزلت هذه الآية في تلك اللحظة ودحضت ظن التعدد هذا ، وقالت : بأنّ هذه أسماءٌ حسنى مختلفة تُشير بأجمعها إلى الذات الإلهيّة المقدّسة الواحدة.
لذا فإنّ هذه الأسماء بأجمعها تعبيرات مختلفة تحكي عن الكمالات اللامتناهية لتلك الذات المقدّسة الواحدة وقد عبّر عنها الشاعر بقوله :
عِبَاراتُنَا شَتّى وَحُسنُكَ وَاحِدٌ |
|
وَكُلٌّ إلى ذَاكَ الجَمالِ يُشيرُ |
ويُستنتج من العبارات التي وردت في آيات القرآن الكريم أنّ جميع أسمائه هي مفردات من أسمائه الحسنى : (وَللهِ الأَسمَاءُ الحُسنَى فَادعُوهُ بِهَا) ، (الآية الأولى من بحثنا).
والدليل على ذلك واضحٌ أيضاً ، لأنّ أسماءه «عزوجل» إمّا تعبّر عن كمال ذاته (كالعالم والقادر) أو عن نزاهة تلك الذات الأحديّة عن أي لونٍ من النقص (كالقدّوس) أو تحكي عن أفعاله التي تعكس فيض الوجود من جهاتٍ مختلفة (كالرحمن والرحيم والخالق والمدبّر والرازق).
وتعبير الآيات أعلاه ، الذي يدلّ على الحصر ، يُبيّن بأنّ الأسماء الحسنى خاصّة به تعالى ، لأنّ أسماءَه تُعبرّ عن كمالاته ، وكما نعلم فإنّ واجب الوجود هو عين الكمال والكمال المطلق ، لذا فالكمال الحقيقي من شأنه وخاص به وكلُّ ما سواه ممكن الوجود ومحض الحاجة والفقر.
وهنا يتبادر إلى الذهن السؤال التالي ، وهو : أنَّ الروايات الشريفة ذكرت ـ كما سنشير إليه في البحث القادم ـ عدداً معيناً للأسماء الحسنى ، ممّا يشير إلى أن تعبير الأسماء