والإضطراب ، ولكن بتقدم القطار إلى الأمام يلوح بصيص نورٍ شيئاً فشيئاً ، ثم يتّسع مع استمرار التقدم ، حتى يتلاشى ظلام النفق تماماً بخروج القطار.
وعلى أيّة حال هنالك جوابان إجماليّان في مقابل هذه الأسئلة المحيّرة ، مال البعض إلى الجواب الأول ، والبعض الأخر إلى الثاني ، وجماعة إلى كليهما.
والمهم هو أنْ نعزّز الأجوبة بإيضاحات جديدة ، والاستعانة بالآيات القرآنية أيضاً بشكل يتناسب مع البحث التفسيري.
الجواب الإجمالي المختصر
بمراجعة النقاط التالية نحصل على جواب واضح وقصير لجميع هذه الأسئلة ، والذي يُمكن أن يُخرجنا من هذا المأزق :
لا ريب في كون ما نعلمه من المجهولات قليلاً جدّاً ، وما نعلمه عن أسرار الخلق والوجود بالقياس إلى ما نجهله منها كقطرةٍ من بحرٍ عظيم.
هذه حقيقة اعترف بها جميع العلماء الإلهيين والمادييّن ، لذا ، فإنّ جميع وجهات نظرنا تجاه حوادث هذا العالَمِ تقع في حدود دائرة معلوماتنا وليست مُطلقة بتاتاً.
فإذا عجزنا عن معرفة أسرار هبوب العواصف ، أو حدوث الزلازل فإننا لا نستطيع أن نتّهم مُسببّها بشيء ، فهل نحن متيقّنون من عدم وجود أثر إيجابي من الدمار الناشيء عن العاصفة أو الزلزلة يطغى على سلبيات هذا الدمار؟
كُنّا في الماضي نُعِدُّ الكثير من المسائل من الآفات والبلايا ، لكننا اليوم وفي ظل التطورات العلمية وكشف أسرار جديدة عن الكون نعتقد بفائدتها ، فمثلاً كان الرأي السائد في السابق هو أنْ بكاء الأطفال المواليد لا ينجم إلّاعن ألمٍ أو أذى لا غَيْر ، في حين يُقال اليوم بأنّه لولا هذا البكاء لكان من المحتمل أن يفقد هذا المولود سلامته بالمرّة ، وأنّ البكاء خير رياضةٍ لبدنه ، فهو ينشّط الجهاز التنفّسي ويُسرّع جريان الدم في عروقه ، ويُغذي جميع ألياف البدن ، ويقوّي عضلات اليدين والرجلين والصدر والبطن ، علاوةً على طرده الرطوبة