ولا يعني أيضاً أن نتقاعس عن التصدّي للآفات والحوادث والمشاكل ، لأنّ بروز هذه الحوادث ناتج من أعمالنا وتعود نتائجها علينا في هذه الحالة ، ولا يُمكن احتسابها على الإرادة الإلهيّة ، لأنّه إن أوجد الألم فهو قد خلق العلاج أيضاً.
فإذا قصّرنا في مثل هذه الحالات فإننا ليس لم نبلغ مقام الرضا والتسليم فقط ، بل نتحمل مسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى ، لأننا بتقصيرنا نكون قد ألقينا بأنفسنا في التهلكة ، وسيأتي شرح مفصل بخصوص هذا الكلام في بحث الرضا والتسليم إن شاءالله تعالى.
* * *
الجواب التفصيلي عن الحوادث الأليمة
١ ـ فلسفة التفاوت
غالباً ما يُشتبه بين (التفاوت) و (التبعيض) ويأخذ الثاني الذي له صفة سلبية مكان الأول الذي له صفة إيجابية في الكثير من المواقع.
ولزيادة التوضيح : يُقصد من (التبعيض) هو أن نُفرّقَ بين موجودين يحملان نفس الشروط تماماً ، مثلاً أن نُعطي أحد العامليْن اللذيْن أنجزا عملاً متشابهاً أجراً ضعف أجر الآخر ، أو نعاقب أحدهما نصف عقوبة الآخر إذا ارتكبا عملاً قبيحاً ، وهما يحملان نفس الشروط أيضاً ، أو أن نعفو عن أحدهما تماماً ونعاقب الآخر أشَدّ العقاب.
ولكن إذا كانت الأعمال الإيجابية والسلبية متفاوته مع بعضها أو اختلف الفاعلون عن بعضهم ، لكان التفريق فيما بينهم عين العدالة.
هذا من حيث الثواب والعقاب ، أمّا من حيث الخلق والتكوين فإنّ عالم الخلق مجموعة من الموجودات المتفاوتة تماماً ، لأنّ لكلٍ منها وظيفتها الخاصّة ، ويلزم تناغم الخلق والوسائل والإستعدادات معها.
ومن خلال نظرة إلى أعضاء بدن الإنسان نُشاهد أنّ بعض خلايا البدن بدرجة من الظرافة بحيث يختل نظامها لأقل ضربة ، أو حتّى هبوب نسيم معين ، أو انبعاث نور شديد ،