وقد نقل جمعٌ من المفسّرين الحديث المذكور عن الحسن البصري ، وإن كان منقولاً عنه حقّاً ، فإنّه على الأقوى قد سمعه عن أميرالمؤمنين على عليهالسلام مباشرةً لأنّه استفاض من نور الإمام عليهالسلام كثيراً.
إنّ الروايات المذكورة والروايات الكثيرة الاخرى المنقولة في التواريخ وكتب الأخبار تُعدُّ من أفضل الشواهد على وجود علاقة بين قسم من المصائب مع الذنوب والمعاصي (طبعاً إنّ قِسماً من هذه الروايات يشير إلى الأثر الوضعي للأعمال ، وقسماً آخر يُشير إلى العقوبات الإلهيّة وبعضها الآخر يحمل كلا المعنيين).
* * *
٤ ـ المصائب الموقظة
لا ريب أنّ لقسْمٍ من الحوادث المزعجة أثراً ايجابياً في تمزيق حُجب الغرور ، وإيقاظ الإنسان من نوم الغفلة ، وتخليصه من مخالب عبادة الهوى والتشبُّث بالرأي ، وتُعتبر الكثير منها منعطفاً في حياة الأفراد ذوي الإستعداد للهداية.
فوفرة النعمة ، وقدرة السلطة ، والعافية قد تغُر الإنسان لدرجة بحيث ينسى نفسه بالمرّة ، فيعتقد بكونه مصدراً لجميع المواهب ، وبأفضليته على الآخرين ، وكأنّه يتصّور خلود الحياة فيتبدّل في هذا الحال إلى موجودٍ خطير ، ظالمٍ ، أناني ، عنيد وعابث ، ويستمر على هذه الصفات مالم يُصادف مشكلة في حياته ، فيخسر حياته ويخسر الآخرين.
فهاهنا تخرج يد العناية الإلهيّة من كُمّ رحمانية الباري لُتعين الإنسان ، فتحدث مصيبة عظيمة ثقيلة ، كأن يفقد أحد أعزّائه ، أو يفشل في مساعيه وجهوده ، أو تهدم زلزلةٌ قصر آماله ، أو تُحرق صاعقةٌ قِسماً من أمواله.
فيتعرّض لوخزة قد توقظه فيدخُل في عالم التفكير ، ويعود من التَيْه والضياع فيخطو في جادّة الصواب.
وقد لاحظنا المطبّات الإصطناعية التي توضع في الطرق المستوية بهدف الحد مِن نوم