٣ ـ أي واحد منها اسم الله الأعظم؟
تناسباً مع بحثنا حول الأسماء الحسنى نتكلم حول الاسم الأعظم أيضاً.
لقد ورد التأكيد في روايات كثيرة على موضوع «اسم الله الأعظم» ، ويستنتج منها أنّ من دعا الله باسمه الأعظم استجاب له ولبّى حاجته ، لذا فقد ورد في ذيل بعض هذه الروايات : والذي نفسي بيده لقد سئل الله باسمه الأعظم الذي إذا سُئل به أعطاه وإذا دُعي به أجاب» (١). وتعابير اخرى من هذا القبيل ، وكذلك فقد ورد في الروايات بأنّ (آصف بن برخيا) ـ وزير سليمان عليهالسلام ، الذي جاء بعرش بلقيس من اليمن إلى الشام بلمحة بصر ، كان يعرف الاسم الأعظم (٢) ، وكذلك (بلعم بن باعورا) عالم وزاهد بني اسرائيل ـ الذي كان مستجاب الدعوة ـ كان يعرف الاسم الأعظم أيضاً (٣).
وقد نقل العلّامة المجلسي روايات كثيرة حول الاسم الأعظم وأيّ الأسماء هو من بين أسماء الله الحسنى لا مجال لذكرها هنا ، فقد ورد عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال : «اسم الله الأعظم مقطّع في أمِّ الكتاب» (٤).
وكذلك مانقل في بعض الروايات : عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال : «بسم الله الرحمن الرحيم أقرب إلى اسم الله الأعظم من سواد العين إلى بياضها» (٥).
وقد ذكرت الروايات وآيات قرآنية أسماء مقدّسة اخرى من أسماء الله ، والأسماء الحسنى يفوق بعضها البعض الآخر من حيث المعنى ، (ولزيادة الاطلاع راجع الجزء الثالث والتسعين من كتاب بحار الأنوار).
لكن محور البحث هنا يكمن في أنّ الاسم الأعظم هل هو كلمة ، أم جملة ، أم آية قرآنية معينة؟ وهل هذه التأثيرات والقدرة كامنة في الألفاظ والحروف بدون قيد أو شرط؟ أم أنّ
__________________
(١) بحار الانوار ، ج ٩٣ ، ص ٢٢٥.
(٢) سفينة البحار ، ج ١ ، ص ٢٣ ؛ وبحار الأنوار ، ج ١٤ ، ص ١١٣.
(٣) بحار الانوار ، ج ١٣ ، ص ٣٧٧.
(٤) بحار الانوار ، ج ٩٠ ، ص ٢٢٣.
(٥) بحار الأنوار ، ج ٧٥ ، ص ٣٧١.