يتزوج أيضاً ، وكذلك يُطلق على أي لون من الفراق والغيبة (١).
ويعد هذا التعبير في هذه الآية إشارة لطيفة إلى حضور جميع الأشياء بين يدي الله ، فحقيقة علم الله هو هذا «العلم الحضوري ، كما سنذكره فيما بعد.
وكما قلنا سابقاً فإنّ المقصود من «الكتاب المبين» هو علم الله الذي يعبَّر عنه بـ «اللوح المحفوظ» أيضاً ، «والمثقال» معناه ، «الوزن» و «الذرة» فسرت بعدة وجوه منها : الديدان الصغار والغبار الذي يلتصق باليد ، وذرّات الغبار العالقة في الفضاء والتي تُرى عندما تدخل أشعة الشمس في الغرفة المظلمة ، وأيا كان من هذه التعابير فإنّه كناية عن منتهى الصغر والدقة في الحجم وتلويح بسعة علم الله سبحانه وتعالى.
* * *
وهو معكم اينما كنتم :
في الآية السابعة نلاحظ نقطتين جديدتين في مجال علم الله : (يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِى الأَرضِ وَمَا يَخرُجُ مِنهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعرُجُ فِيهَا).
وعليه فهو يعلم بكل مايلجُ في الأرض من جميع بذور النباتات وقطرات الغيث وجذور الأشجار والمعادن والذخائر والكنوز والدفائن وأجساد الموتى وأنواع الحشرات التي تتخذ من أعماق الأرض بيوتاً لها.
وكذلك يعلم بكل النباتات التي تنبت في الأرض وتخرج منها ، والكائنات الحيّة التي تخرج منها ، والمعادن والكنوز التي تظهر ، والمواد المنصهرة التي تخرج من بطون الأرض على صورة براكين ، وعيون الماء الصافية أو المياه المعدنية الساخنة التي تنبع من الأرض ، وأشعة الشمس الحيوية ، وقطرات الغيث التي تسقط من السماء ، والشُهُب والنيازك والحبّات التي تنقلها الرياح من مكان إلى آخر ، وكذلك يعلم بما يعرج إلى السماء من الملائكة وأرواح الناس ، وأنواع الطيور والغيوم التي تتكوّن من مياه المحيطات والبحار.
__________________
(١) مقاييس اللغة ؛ مفردات الراغب ؛ لسان العرب.