وبدون أدنى توقف : (مَا يُمْسِكُهُنَّ الَّا الرَّحْمنُ).
لماذا؟ لـ (انَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ بَصِيرٌ).
فهو يعلم جميع القوانين التي تساعدها على الطيران باطمئنان وسكينه تامّة ، لأنّه هو خالق هذه القوانين ومنظمها.
أجل ، إنّه هو الرحمن الذي وسعت رحمته العامة جميع الوجود ، وهو الذي منح هذه الطيور شكلاً مناسباً ووزناً مناسباً وأرجلاً وعيوناً وحواس مناسبة لكي تتمكن من التحليق في كبد السماء العالية.
والملفت هو أنّ اسلوب الطيران وكيفية ابتدائه وانتهائهِ متفاوت جدّاً لدى أنواع الطيور طبقاً لهيكلها واسلوب معيشتها والمحيط الذي تتواجد فيه ، والأعجب من ذلك هو أن أنواعاً من الطائرات قد صُممت وصنعت لحد الآن بالاقتباس من أشكال وأجنحة الطيور المختلفة ، وهذا هو تجلي معنى الآية (انَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ بَصِيرٌ) وإن لم يتجل لنا هذا المعنى بأن كنّا متطبعين على عجائب هذا العالم ، فإنّ مشاهدة الطيور الجميلة العائمة في الفضاء بحركاتها الجذابة الماهرة التي تجذب إليها الانظار ، كافية لإدراك قدرة وعلم هذا الخالق البصير.
* * *
نتيجة البحوث :
نستنتج من مجموع الآيات المذكورة أعلاه بأنّ الله لايخفى عليه مثقال ذرة في السماء ولا في الأرض ، والإيمان بهذه الحقيقة يحتمل أن يكون له تأثيرٌ بليغ في ايقاظ الإنسان وتربيته ، لذا ، فالآيات أعلاه أيضاً تدور غالباً حول محور المسائل الإنسانية التربوية.
* * *