وعليه فإنّ نفس هذه الطبيعة التي تعتبر أفضل معينٍ ومرشدٍ لنا في طريق معرفة وإدراك وجوده تعالى ، فانّها تصبح أحياناً عائقاً لنا في طريق معرفة صفاته.
لذلك يجب علينا رعاية جوانب الاحتياط عند سلوك طريق معرفة صفات الله قدر الإمكان كي نكون في مأمنٍ من الوقوع في محذور التشبيه والقياس.
إنّ ما ذكرناه يمثل لمحة خاطفة ، ولننطلق الآن إلى مطالعة الآيات النازلة في هذا المجال:
١ ـ (وَللهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى فَادعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِى أَسْمَائِهِ).
(الاعراف / ١٨٠)
٢ ـ (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ). (الشورى / ١١)
٣ ـ (فَلَا تَضْرِبُوا للهِ الأَمثَالَ إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ وَانتُمْ لَاتَعْلَمُونَ). (النحل / ٧٤)
٤ ـ (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً احَدٌ). (الاخلاص / ٤)
٥ ـ (سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ). (الصافات / ١٥٩)
٦ ـ (مَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ انَّ اللهَ لَقَوِىٌ عَزِيزٌ). (الحج / ٧٤)
٧ ـ (يَعْلَمُ مَا بَينَ ايْديهِمْ وَمَا خَلْفَهُم وَلَا يُحيطُونَ بِهِ عِلْماً). (طه / ١١٠)
شرح المفردات :
«مَثَلْ» : في الأصل من مادة (المُثُول) ، وهو بمعنى الوقوف باعتدال ، ويُطلق على الصور التي تلتقط أو ترسم من شىء معين اسمهُ (التمثال) ، أي وكأنه بنفسه واقفٌ هناك ، ويُطلق على أي شىء مشابه لشىءٍ آخر (مثال) ، وأمّا الحديث الذي يشابه حديثاً آخر ويوضّحه فَيُطلق عليه كلمة (مَثَل).
وقال جماعة : إنّ الفرق بين (المماثل) و (المساوى) هو أنّ الأول يُطلق على الشيئين المتشابهين في الجنس ، أمّا الثاني فيُطلق على الشيئين المتشابهين في الكميّة والحجم ، لكنّهما قد يكونان متشابهين وقد يكونان مختلفين في الجنس.