٢ ـ القدرة الإلهيّة المطلقة
تمهيد :
الطريق الآخر لإثبات امكان اعادة الخلق مرة أُخرى في يوم القيامة هو ثبوت القدرة الإلهيّة غير المحدودة.
لأنّ البحث عن المعاد يأتي بعد إثبات أصل التوحيد وقبوله والتصديق بالصفات الثبوتية والاخرى السلبية للحق تعالى ، نحن نعلم بأنّ أحد صفاته الثبوتية هي «القدرة المطلقة» وهيمنته على كل شيء ، وأنّ أفضل طريق لإثبات قدرته هي التمعن في عظمه عالم الخلق ، بالإضافة إلى أنّ واجب الوجود له وجود غير محدود فمن الطبيعي أن تكون قدرته غير محدودة أيضاً.
إنّ سعة السماواتِ وعظمة المنظومات السماوية وعظمة المجرّات وكثرة الكواكب المحورية والسيارات التي تدور حولها وتنوّع المخلوقات الحيّة من نباتات وحيوانات والأعمال الدقيقة العجيبة التي تؤدّيها الخلايا الحيّة ومكوّنات الذرّة ، كل هذه الامور دليل على القدرة اللامتناهية لله تعالى.
فعند الاعتقاد بهذه الامور وتصديقها لا يبقى مورد للشكِّ والترديد في من هو القادر على إحياء العظام الرميم؟ أو كيف يمكن للتراب المنتشر أنْ يُجمعَ ويلبس ثوب الحياة؟!
لقد كانت هذه نبذة مختصرة عن المواضيع التي سنبحثها في هذا الباب ، وقد اشير إلى هذه المواضيع في آيات متعددة من القرآن الكريم ، وقبل أن نعطي توضيحاً أكثر نتأمل أولاً في هذه الآيات خاشعين :
١ ـ (لَخَلْقُ السَّموَاتِ وَالْارْضِ اكبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ اكْثَرَ النَّاسِ لَايَعلَمُونَ). (المؤمن / ٥٧)