٢ ـ (أَوَلَمْ يَرَوا انَّ اللهَ الَّذِى خَلَقَ السَّموَاتِ وَالْارْضَ قَادِرٌ عَلَى ان يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ اجَلاً لّارَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلّا كُفُوراً). (الاسراء / ٩٩)
٣ ـ (اوَلَمْ يَرَوا أَنَّ اللهَ الَّذِى خَلَقَ السَّموَاتِ وَالارْضَ وَلَم يَعْىَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى ان يُحْيِىَ المَوْتَى بَلَى انَّهُ عَلَى كُلِّ شَىءٍ قَدِيرٌ). (الاحقاف / ٣٣)
٤ ـ (اوَلَيْسَ الَّذِى خَلَقَ السَّموَاتِ وَالْارْضَ بِقَادِرٍ عَلَى انْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ). (يس / ٨١)
٥ ـ (قُلْ سِيرُوا فِي الْارْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَىءٍ قَدِيرٌ) (١). (العنكبوت / ٢٠)
* * *
جمع الآيات وتفسيرها
إنّه على كل شيءٍ قدير :
في الآية الاولى يقيس الله تعالى إحياء الموتى بخلق السموات والأرض ، قال تعالى : (لَخَلْقُ السَّموَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ اكْثَرَ النَّاسِ لَايَعْلَمُونَ).
فحتماً يكون قادراً على إعادة الإنسان الذي خلقه أولاً ، فهذا برهان جلي في إفادة هذا الأمر.
قال الفخر الرازي في تفسيره لهذه الآية : وكان من حقهم أن يقروا بأنّهُ القادر على خلق السماواتِ والأرض ... فقد ظهر بهذا المثال أنّ هؤلاء الكفار يجادلون في آيات الله بغير سلطان ولا حجّة ، بل بمجرد الحسد والجهل والكبر والتعصب (٢).
وصَرّح آخرون مثل «الطبرسي» في مجمع البيان و «القرطبي» و «روح البيان» بأنّ هذه الآية خوطب بها منكرو المعاد وهي تقول : من قدر على خلق السماوات والأرض
__________________
(١) أشير إلى هذا المعنى في آيات اخرى أيضاً مثل الآية ٩ من سورة الشورى ؛ والآية ٢ من الحديد.
(٢) تفسير الكبير ، ج ٢٧ ، ص ٧٩.