جواب عن سؤال :
أَعطى القرآن المجيد في الآيات المذكورة آنفاً جواباً قاطعاً لمنكري المعاد وذلك عن طريق مثال حسيّ واضح ، وجعل «الشاهد» دليلاً على «الغائب» و «اليوم» دليلاً على «الغد».
وذلك لأنّ الأرض الميّتة تحيى في كل عام مرّة أو مرّتين أو أكثر بفعل هطول مطر الرحمة الإلهيّة ، بل يمكن القول بأنّ هذا الأمر يتكرر وقوعه في كلّ يوم في العالم ، فينبت في كل يوم نبتٌ جديد في الأرض الميتة ، وتظهر في كل يوم ظاهرة المعاد أمام نظر الإنسان.
ومن هنا يُطرح هذا السؤال : إنّ العلماء المعاصرين اتفقوا على أنّ جميع التجارب أعطت نتيجة واحدة هي أنّ الموجودات الحيّة لا تولد إلّامن موجودات حية اخرى ، فإن لم توجدْ في الأرض بذور نباتية فسوف لن يكون نزول المطر مؤثراً أبداً.
ومن ناحية اخرى ، إنّ البذور تتكوّن من قسمين ، وأحد هذين القسمين والذي يعتبر القسم الأكبر من البذرة يشكّل المادّة الغذائية فيها ، والقسم الآخر أي القسم الأصغر من البذرة عبارة عن خليّة حيّة ، وهذه الخلية إذا توفرت لها الظروف المساعدة (على الأخص الماء) فإنّها سوف تنمو وتترعرع بواسطة التغذّي على المادة الغذائية الموجودة في البذرة والموادّ الموجودة في التربة ، فإذا ماعُدمت هذه الخلية الحية فإنّه من المستحيل أن تحيى الأرضُ الميّتة.
وجوابنا عن ذلك هو : إنّ هذا ممّا لا شكّ فيه ، وهو كما تقولون وإنّ تلك الخليّة الحيّة الصغيرة تتغذى على الأجزاء الميّتة التي تمتصها من التربة وتحولها إلى جسم حيّ وموجود حيّ (فتأمل).
وبتعبير آخر : إنّ النخلة التي يصل وزنها أحياناً إلى طن واحد كانت في البداية خليّة صغيرة تأخذ مكانها في النواة ، ووزنها لا يتعدّى المليغرام الواحد ، ثم بعد ذلك امتصّت ما يقارب الطنّ الواحد من الموادّ الميّتة الموجودة في التربة والماء والهواء التي تعتبر جميعها موجودات غير حيّة ، فأعطت الحياة لجميع هذه الموجودات ، وهذا في الواقع هو معنى