واما جملة «فصرهن» فهي لا تؤثر في محتوى الآية إن كانت بمعنى التقطيع أو بمعنى التعود ، لأنّ الآية ـ على أية حال ـ جاءت لتوضيح كيفية إحياء الموتى بإذن الله.
وكما قلنا آنفاً إنّ السبب الرئيسي في نزوع هؤلاء إلى مثل هذه التفاسير هو عدم استيعابهم للمعجزات الخارقة للنواميس الطبيعية ، ولإرضاء المدافعين عن العقيدة المادية ولذلك ورطوا أنفسهم في هذه المتاهات ، بينما تعتبر هذه الخوارق ووقوع المعجزات من البديهيات لدى جميع الأديان ، ونحن في عالم الطبيعة نشاهد الكثير من هذه الخوارق التي عجز عن تفسيرها العلم الحديث (فتأمل).
٢ ـ والمعروف من أنواع الطيور الأربعة هي : الطاووس والديك والحمام والغراب ، وكلّ واحد من هذه الطيور يحمل صفات متميزّة وقد شبّهوا حركات الإنسان بحركات هذه الطيور ، فالطاووس هو مظهر الكبرياء والرياء ، والديك هو مظهر الشره الجنسي ، والحمام هو مظهر اللهو واللعب ، والغراب هو مظهر الآمال البعيدة المنال!
وجاء في كثير من التفاسير احتمالات اخرى أيضاً منها : أنّ تلك الطيور هي الهدهد والبوم والقصر والنسر (١).
ومن البديهي أنّ خصوصيات تلك الطيور المذكورة لا علاقة لها بأصل المسألة ، غاية مانعلم هو أنّ أنواع الطيور كانت مختلفة وهذا الإختلاف جاء من أجل الحكاية عن اختلاط تراب البشر مع بعضه.
أمّا عدد الجبال التي وضع إبراهيم عليهالسلام عليها أجزاء تلك الطيور فهي عشرة طبقاً لما ذُكر في الروايات ويحتمل أن يكون وقوع هذه الحادثة بعد ذهاب إبراهيم عليهالسلام إلى الشام ، لأنّ أرض بابل خالية من الجبال.
٣ ـ قصة أصحاب الكهف
ورد محتوى هذه القصة في سورة الكهف خلال أربع عشرة آية ، وجاء في بعضها :
__________________
(١) تفاسير مجمع البيان والقرطبي والكبير ونور الثقلين في ذيل الآية مورد البحث.