٧ ـ برهان خلود الروح
تمهيد :
تَعَرَّضَ الكثير من الفلاسفة في بحث المعاد لمسألة خلود الروح واعتبروها من الأدلة الحيّة في هذا المجال.
وممّا لا شك فيه إنّ الاعتقاد ببقاء الروح يعبّد لنا طريق الوصول إلى إثبات المعاد والحياة الآخرة ، ولكنَّ هذا لايعني أَنَّ من لا يعتقد بخلود الروح لا يمكنه الإيمان بالمعاد ، بل يمكن إثبات المعاد من دون أن يكون لمسألةِ بقاء الروح أي أثر في ذلك.
ومن المحتمل أن يكون هذا سبب عدم تأكيد القرآن على مسألة بقاء الروح ، وبتعبير آخر إنّ القرآن لا يعتقد بأَنَّ هناك صلة ورابطة بين مسألة خلود الروح وبين المعاد ـ كما سنرى ـ ، ولكن لا يخفى أنّ إثبات مسألة المعاد بالاعتماد على مسألة خلود الروح تكون اوضح وايسرَ كما أنّه لا يمكن إنكار الإشارات الظريفة واللطيفة التي وردت في مسألة خلود الروح في القرآن المجيد ، لذا مِنَ المناسب أن نلقي نظرة إجمالية على مسألة خلود الروح من دون التوغُّلِ في أعماق هذه المسألة ، لأنّ البحوث المتعلقة بالروح بحوث واسعة ولها ميدان عريض وتحتاج لوحدها إلى تأليف كتاب مستقل أو عدّة كتب لبحثها بصورة مستقلّة.
نعود بعد هذه المقدمة إلى القرآن المجيد ونستمع خاشعين إلى الآيات الآتية :
١ ـ (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبيلِ اللهِ امْوَاتاً بَلْ احْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ). (آل عمران / ١٦٩)
٢ ـ (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللهِ امْوَاتٌ بَلْ احْيَاءٌ وَلكِنْ لَاتَشْعُرونَ). (البقرة / ١٥٤)