الساعة التي تتبع في وجودها وعدمها نفس الساعة).
لذا علينا وقبل كل شيء أن نبحث في هذه القاعدة هل أنّ روح الإنسان جوهر مستقل أم شيء مشابه للخواص الفيزيائية والكيميائية التي تمتلكها خلايا المخ التي تفنى تبعاً لفناء المخ ، كما هو الحال في الروح الحيوانية والنباتية التي هي عبارة عن التغذية والنمو والتكاثر والحس والحركة؟
إنّ ممّا لا شك فيه أنّ التغذية والنمو والتكاثر لا تبقى بعد فناء الجسم وكذلك تنعدم فيه الحركة والحس (فتأمل).
ولكن لدينا أدلة كثيرة تثبت أنّ الروح الإنسانية لا تشبه الروح النباتية والحيوانية ، بل هي حقيقة مستقلة تتعلق بالبدن تارة وتنفصل عنه اخرى.
من هنا ننطلق لبحث الأدلة العقلية التي أتى بها الفلاسفة لإثبات أصالة الروح واستقلالها أولاً ، وبعد ذلك نشرع بذكر أدلة المنكرين أي الماديين ثم نشرعُ بنقد تلك الأدلة.
ومع أنّ مجرد إثبات خلود الروح لا يُثبت جميع ما نريد إثباته في مباحث المعاد ـ كما أشرنا إلى ذلك سابقاً ـ (لوجود قسم كبير من مسائل المعاد يرتبط بجانب المعاد الجسماني) إلّا أنّه يُمهّد امامنا نصف الطريق على الأقل ويكبح جماح المنكرين.
* * *
٢ ـ هل الروح مستقلة عن البدن؟
يشهد تاريخ العلم والحضارة البشرية على أنّ الروح وهيئتها وخواصّها الغريبة كانت موضع اهتمام العلماء دائماً.
وقد ساهم واحد منهم بجهوده ليكشف بُعداً من أبعاد دائرة الروح التي تعتبر لغز الالغاز وسر الخفايا ولهذا السبب كانت آراء العلماء في مجال الروح متنوعة وكثيرة جدّاً.
ورغم أنّ أرواحنا أقرب الينا من كل شيء في هذا العالم ، إلّاأنّه قد لا تتمكن جميع علومنا المعاصرة ـ بل حتى علوم اللاحقين لعصرنا ـ أن تكتشف جيمع أسرار الروح ، وليس