بناءً على هذا فـ «المرقد» بمعنى المقر ومحل الاستراحة ومحل النوم ، واطلق على القبر من أجل أنّ الميت يتحرر من الابتلاءات النازلة في هذه الدنيا وكأنّه يغرق في القبر في نومٍ مُسكّن ومُهدىء (١).
واستعمال هذا التعبير بشأن القبور لوجود شبه كبير بين النوم والموت ، من أجل هذا قالوا النوم أخُ الموت.
وقال البعض : إنّ هدف المنكرين من استعمال هذا التعبير هو أنّهم أرادوا بذلك أن يظهروا شكهم مرّة اخرى ولسان حالهم يقول هل كنّا نياماً فاستيقظنا أم كُنّا أمواتاً فعدنا للحياة؟! ولكن لا يلبثون حتى يجيبوا عن سؤالهم هذا ويعترفوا بالحق قائلين : (هَذا مَا وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ المُرْسَلُونَ).
فهؤلاء ومن خلال وصفهم الله بـ «الرحمن» كأنّهم يريدون التمسك بالرحمة الإلهيّة بالإضافة إلى اعترافهم بخطئهم لعلهم يصلحون ماضيهم الأسود بسلوكهم هذا الطريق.
ومهما يكن من شيء فإنّ هذا التعبير دليل آخر على صحّة المعاد الجسماني ، وذلك لأنّ المعاد إن كان بالروح فإنّ ذكر «المرقد» لا يكون له أيّ معنى.
* * *
المجموعة الثالثة :
وهي الآيات التي تتحدث عن خلق الإنسان من التراب وعودته إلى التراب ثانياً وحشره مرّة اخرى منه ، مثل :
١ ـ (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً اخْرَى). (طه / ٥٥)
٢ ـ (وَاللهُ انْبَتَكُمْ مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً* ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ اخْراجاً). (نوح / ١٧ ـ ١٨)
٣ ـ (قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ). (الاعراف / ٢٥)
* * *
__________________
(١) مقاييس اللغة ؛ وصحاح اللغة ؛ والتحقيق في كلمات القرآن مادة (رقد).