١ ـ (وَاللهُ الَّذى أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ الَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَاحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذلِكَ النُّشُورُ). (فاطر / ٩)
٢ ـ (وَاحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ الخُرُوجُ). (ق / ١١)
جمع الآيات وتفسيرها
المعاد يشبه إحياء الأرض بعد موتها
لقد تعرضنا في هذه الآيات في البحوث السابقة لمناسبات اخرى ، وهنا نتعرض لبحثها من زاوية اخرى وهي أنّ القرآن المجيد شبّه نشور الناس بحياة الأرض عند نزول المطر فقال : (كَذلِكَ النُّشُوْرُ). وقال في موردٍ آخر : (كَذلِكَ الخُرُوجُ).
فهذه التعبيرات والتعبيرات المشابهة لها تتطرق للمعاد الجسماني ، وذلك لأنّ الجسم المادي إذا لم يتلبس بالحياة مرّة اخرى فإنّه سوف لن يكون له ايّ شبه بالأرض التي تحيى بعد موتها ، لأنّ معاد الروح بمعنى بقاءها بعد موت الجسم ، فما هو العامل المشترك بين احيائها واحياء الأرض ليكون التشبيه صحيحاً؟!
وكما أشرنا آنفاً فإنّ القرآن يحتوي على آيات اخرى تحمل نفس هذه المضمون أيضاً وردت بعبارات وصورٍ مختلفة تدل جميعها على تحقق المعاد الجسماني.
المجموعة الخامسة :
وهي الآيات التي تشير إلى شدّة مخالفة اعداء نبي الإسلام صلىاللهعليهوآله أو سائر الأنبياء في مسألة المعاد ، اولئك الذين كانوا يرون أنّ الاعتقاد بمسألة الاحياء بعد الموت ضربٌ من الجنون (والعياذ بالله) وكانوا يعدّونه من الامور العجبية غير المألوفة.
فلو كان النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله يدعو الناس للتصديق بمسألة تحقق المعاد بالروح فقط لما كان هذا من العجائب طبعاً ، وذلك لأنّ عرب الجاهلية كانوا يعتقدون ببقاء الروح ولم يكن بقاء الروح آنذاك أمراً عجيباً.