التأويلات فإنّه سوف لن يبقى هناك أيّ معنىً لحجيَّةِ الظواهر وسوف تخرج الألفاظ عن كونها وسيلة لنقل المفاهيم وتفقد أصالتها وأهميّتها بالمرّة ، وهذا العمل نوع من التجرّي على الله والقرآن المجيد.
* * *
المجموعة السابعة :
وهي الآيات التي تحدّثت عن جزاء المجرمين وعقابهم يوم القيامة ، وهذه العقوبات لها حيثية مادّية ، فإذا كان المعاد بالروح فقط فإنّه يجب أن نحمل جميع هذه التعبيرات على معانيها المجازية ، وهو عملٌ غير مسموح به أبداً.
وهنايجب أن نذكّر ثانية بأنّ عقوبات يوم القيامة على نوعين : عقوبات معنوية وعقوبات مادية ، وقد ورد ذكر كلا النوعين في آيات القرآن رغم تركيز القرآن على ذكر العقوبات المادية ، وذلك لما أشرنا إليه في البحث السابق.
أمّا بالنسبة لعدد هذه الآيات فهو كثير جدّاً ، ولنمعن فيما يلي بنماذج منها :
١ ـ (وَاصْحَابُ الشِّمَالِ مَا اصْحَابُ الشِّمَالِ* فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ* وَظِلٍّ مِّنْ يَحْمُومٍ* لَا بَارِدٍ وَلَاكَريمٍ). (الواقعة / ٤١ ـ ٤٤)
٢ ـ (يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوْبُهُم وَظُهُورُهُم). (التوبة / ٣٥)
٣ ـ (... وَقَالُوا لَاتَنْفِرُوا في الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ اشَدُّ حرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ). (التوبة / ٨١)
٤ ـ (... كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيماً فَقَطَّعَ امَعَاءَهُمْ). (محمد / ١٥)
٥ ـ (يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ). (القمر / ٤٨)
٦ ـ (تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً* تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ* لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ الّا مِنْ ضَرِيعٍ* لَّايُسْمِنُ وَلَا يُغْنِى مِنْ جُوعٍ). (الغاشية / ٤ ـ ٧)