فهل يمكن أن تُحمل جميع هذه الآيات على الكناية والمجاز من دون أيّ دليلٍ واضح ، وأن نضرب القواعد المسلّمة في استعمال الألفاظ عرض الحائط؟!
* * *
المجموعة التاسعة :
وهي الآيات التي أشارت إلى نماذج عينية من تحقق المعاد على مرّ التاريخ كقصة إبراهيم مع الطيور وقصة عزير أو أرمينيا عليهالسلام وكقصة أصحاب الكهف وأحداث قتيل بني اسرائيل التي مرّ شرحها بالتفصيل تحت عنوان «النماذج العينية والتاريخية لتحقق المعاد»(١).
فجميع هذه النماذج تدلّ بوضوح على أنّ المعاد لا يختص بالجانب الروحي فحسب ، بل تهتم بالجانب الماديّ أيضاً ، وإنّ استفسار الناس والأنبياء عن مسألة المعاد يدور حول محور الحيثية المادية للمعاد وإراءة تلك النماذج لم يتمّ إلّامن أجل إثبات الجانب المادّي للمعاد.
وبما أننا تعرضنا بالتفصيل لبيان هذه الآيات فإننا لا نرى ضرورة في إعادة شرحها هنا.
* * *
ثمرة البحث :
بالاعتماد على المجموعات التسع من آيات القرآن المجيد التي تحدثت عن المعاد الجسماني بكل وضوح وطرحت تلك المسألة بطرق مختلفة وببيانات متنوعة لن يبقى أي مجال للشك في أنّ مسألة تحقق المعاد الجسماني (بمحاذاة المعاد الروحي) هي من الامور القطعية الحدوث من وجهة نظر القرآن المجيد وهذه المجموعات هي :
١ ـ الآيات التي تحدثت عن إعادة العظام الرميم إلى الحياة مرّة اخرى.
__________________
(١) راجع الصفحة ١٥٧ من هذا الكتاب.