فإنّه من المستبعد جدّاً أنّ الأعرابي كان يحمل الحلقة الأخيرة من العمود الفقري عندما سأل عن ذلك.
كما يستفاد أيضاً من ظاهر قصة إبراهيم عليهالسلام مع الطيور الأربعة أنّ الأجزاء المتفرّقة تعود جميعها إلى ما كانت عليه سابقاً.
وعلى أيّة حال لا يمكن الاعتماد على جواب هذه النظرية نظراً لما توصل إليه العلم الحديث ، ونظراً للاستناد إلى آيات القرآن الواردة في هذا المجال ، كما أنّه لا يمكن الاعتماد على خبر الواحد لإثبات هذه النظرية.
وقد سلك آخرون للردّ على «شبهة الآكل والمأكول» طريقاً آخرَ فقالوا : ليس من الضروري أن تعاد نفس الأجزاء السابقة لجسم الإنسان ، لأنّ شخصية الإنسان تكمن في الروح ، وإذا ما حلّت الروح في جسمٍ ما فسوف يكون ذلك المركب عين الإنسان السابق ، على هذا سوف لن يمس وحدة شخصية الإنسان أيّ ضرر بسبب التحولات التي طرأت على الجسم بسبب طول المدّة وتبدّل الأجزاء بأجزاء اخرى.
بناءً على هذا فلا يوجد هناك مانع من أن يخلق الله جسماً آخر لتحل فيه الروح ، فتتنعم الروح بواسطة هذا الجسم بنعم الجنّة أو تتعذب بواسطته بعقوبات النار ، فنحن نعلم بأنّ اللذة والألم يتعلقان بالروح وما الجسم إلّاواسطة لا أكثر!
لكنّ هذا الجواب غير صحيح أيضاً ، لمعارضته ظاهر كثير من الآيات القرآنية ، وقد مرّ علينا في البحوث السابقة تصريح القرآن بأنّ عين تلك العظام المتفسخة تخرج يوم القيامة من عين تلك القبور التي دُفِنت فيها ، لا أنّ الله يخلق جسماً آخر لتحلّ فيه الروح. بناءً على هذا فالجواب المذكور يفتقد القيمة العلمية أيضاً.
* * *
الجواب النهائي لشبهة الآكل والمأكول :
إنّ الجواب المتين الذي أُجيب به عن هذه الشبهة يحتاج إلى ذكر عدّة مقدمات :