١ ـ نحن نعلم بأنّ أجزاء بدن الإنسان منذ مراحل الطفولة وحتى نهاية العمر تتبدّل عدّة مرات ، وهذا التبدّل يشمل خلايا المخ أيضاً على الرغم من أنّ البعض يرى أنّ عددها ثابت إلّا أنّ محتواها متغيّر ، وذلك لأنها تحتاج إلى «التغذية» من جهة و «تتحلل» وتتفسخ من جهة اخرى ، وهذان الأمران هما السبب في تبدّل محتوياتها بأكملها على مرّ الزمان.
والخلاصة : إنّه بمرور سبع سنين تقريباً لا يبقى أيّ أثر لخلايا الجسم السابقة وتحلّ محلّها خلايا جديدة.
ولكن يجب الالتفات إلى أنّ الخلايا السابقة عندما تموت تعطي جميع ما تحمله من صفات وخواص وآثار للخلايا الجديدة ، لذا فإنّ خصوصيات جسم الإنسان من لون وشكل ومواصفات جسمية اخرى تبقى ثابتة على مرّ الزمان ، وهذا لا يتمّ إلّابانتقال صفات الخلايا القديمة إلى الخلايا الجديدة ، (فتأمّل).
بناءً على هذا سوف تحمل أجزاء جسم الإنسان الأخيرة ـ عند الموت والتي سوف تتحول إلى تراب ـ جميع الصفات التي كان يتصف بها الإنسان طوال عمره وفي طياتها تاريخ ناطق بجميع فعاليات جسم الإنسان التي أدّاها خلال فترة حياته!
٢ ـ رغم كون الروح هي الأساس في تحقق شخصية الإنسان ولكن يجب الالتفات إلى أنّ الروح تنمو وتتكامل بموازاة نمو وتكامل الجسم ، وإن كلاً منهما له تأثير متبادل على الآخر ، وبما أنّ الجسمين المستقلين عن بعضهما لا يوجد بينهما شبه من جميع الجهات فإنّ الروحين المستقلّتين لا تتشابهان أيضاً بصورة تامّة ، لذا لا يمكن لأيّ روح ممارسة نشاطاتها بصورة تامة بدون الجسم الذي نمت وتكاملت بموازاته ، على هذا يجب أن يعاد يوم القيامة عين ذلك الجسم الذي كانت تحلّ فيه تلك الروح لتمارس نشاطها بعد حلولها بذلك الجسم على مستوى أرقى لتتمتع بنتائج الأعمال التي ارتكبها.
٣ ـ كل خليّة من خلايا الجسم تحمل جميع خصوصيات ذلك الجسم ، فلو تمكنّا من تربية ايّ خلية من خلايا الجسم وتنميتها لتتحوّل إلى إنسان كامل فإنّ ذلك الإنسان الجديد سوف يحمل جميع الخصوصيات التي كانت تحملها تلك الخلية والتي ورثتها من الإنسان السابق ، (فتأمّل).