واستُخدم هذا التعبير للمعاد ويوم القيامة لأنّ جميع البشر الذين عاشوا على مرّ التاريخ الإنساني سوف يجمعون في ذلك اليوم في مكانٍ واحد ، ويساقون للحساب نحو محكمة العدل الإلهي ، ثم يساقون نحو الجنّة أو النار.
علاوةً على هذا فإنّ ذرات بدن كل إنسان والتي انتشرت في مناطق مختلفة من الكرة الأرضية وحتى التي انتشرت أحياناً في البحر والفضاء فإنّها سوف تجمع في ذلك اليوم بأمر الله ، وتعاد الروح إليها ، ولايقتصر الأمر على جمع الذرات فقط بل يشمل جمع الأعمال أيضاً ، وعلى هذا فإنّ يوم القيامة هو يوم الجمع والحشر في ابعادٍ مختلفة.
بل يستفادُ أيضاً من الروايات الإسلامية أنّ الأمر لايختص بأهل الأرض فقط بل يجتمع معهم في هذا الأمر سكان السماوات أيضاً ولهذا السبب جاء في تفسير «يوم التلاق» الذي هو أحد اسماء القيامة الوارد في سورة غافر الآية ١٥ عن الإمام الصادقعليهالسلام : (يوم يلتقي أهلُ السماء واهلُ الأرض) (١).
* * *
٥ ـ النشر
«النشر» : أو «النشور» هو تعبير آخر ليوم القيامة ورد في القرآن المجيد في آياتٍ متعددة ، يُبيّن بُعداً آخراً من أبعاد حياة الإنسان بعد الموت ، كما تشير إلى ذلك الآية الخامسة من آيات بحثنا هذا : (وَاللهُ الَّذِى ارْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إِلى بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَاحيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ). (فاطر / ٩)
«النشر» : و «النشور» في الأصل ـ على ماقاله الراغب في المفردات ـ بمعنى التوسيع والبسط ، كما هو المستعمل في بسط القماش وصفحات الورق والغمام والنِّعَم في تعبيرات الأحاديث.
ورد في «مقاييس اللغة» : النشر في الأصل «يدل على فتح شيء وانتشاره».
__________________
(١) بحار الأنوار ، ج ٧ ، ص ٥٩ ، ح ٥.