أوَلَم يكن الإنسان في يومه الأول خلية واحدة؟ فتلك النطفة كانت عبارة عن خلية واحدة كانت تحمل جميع صفات ذلك الإنسان ونمت بالتدريج عن طريق الانشطار إلى خليتين ثم إلى اربع وهكذا حتى تكوّنت منها جميع خلايا بدن الإنسان. بناءً على هذا فإنّ كل خلية من خلايا الإنسان هي فرعٌ من تلك الخلية الاولى ولو أنّها نمت وتكاملت مثل سابقتها لأصبحت إنساناً يشبه الإنسان السابق ويحمل صفاته من جميع الجهات.
٤ ـ يُستفاد من آيات القرآن في مجال المعاد الجسماني أنّ جسم الإنسان الاخير الذي تحول إلى تراب في القبر يحيى بأمر الله ويُعدّ للجزاء.
ويؤيد هذا المعنى الآيات العديدة التي أشرنا إليها سابقاً في مجال المعاد الجسماني.
٥ ـ لا يمكن لجسمٍ ما أن يحلّ بجسم آخر بصورة تامّة ، وبتعبير آخر لا يمكن أن يصبح الجسم الثاني عين الجسم الأول ، بل قد يشكل الجسم الأول قسماً من الجسم الثاني ، وذلك لأنّ هذا الأمر لا يتمّ إلّابوجود الجسم الثاني أولاً كي يتحول الجسم الأول ـ أو قسم منه ـ إلى جزءٍ من الجسم الثاني عن طريق التجزئة.
بناءً على هذا لا يوجد أيّ مانع من حلول جسم بصورة كاملة في جسم ثانٍ ويصبح «جزءاً» منه ، ولكن المستحيل أن يصبح «جميع» أجزاء الجسم الثاني ، كما يُحتمل حلول أجسام متعددة في جسم آخر لكنها لا يمكن أن تصبح جميع أجزائه ، (فتأمل).
* * *
وبعد طرح هذه المقدّمات الخمس نتجه للجواب الرئيسي في الرد على شبهة الآكل والمأكول :
يقول القرآن بكل وضوح : إنّ مكونات جسم الإنسان التي يمتلكها عند الموت هي التي تبعث يوم القيامة ، بناءً على هذا فلو حلّت هذه الأجزاء بعد تحولها إلى تراب في جسم إنسان آخر فإنّها سوف تعاد إلى صاحبها الأول يوم القيامة ، لكن قد تقولون إنّ جسم الإنسان الثاني سيصبح ناقصاً لأنّه فقد قسماً من مكوناته. إلّاأنّهُ من الأفضل أن يقال إنّ جسم