الجواب :
إنّ هذا الإشكال ضعيف جدّاً ، لأنّ الروح إذا ماكانت تمتلك القدرة الكافية فسيُتاح لها التنعم بالملاذ المادية في نفس الوقت الذي هي مستغرقة في الأنوار الإلهيّة كما كان الأنبياء والأولياء عليهمالسلام.
قال المرحوم العلّامة المجلسي في بحار الأنوار : «إن السبب في انصراف الإنسان عن المادّيات عندما يشتغل بالمعنويات وبالعكس هو ضعف روح الإنسان في الدنيا لكنه بعد الموت وبعد أن يصله المدد من العالم القدسي ويطهر من الدنس فإنّ روحه تشتد وتقوى فيتمكن آنذاك من الجمع بين الاشتغال بالماديات والمعنويات معاً» (١).
وعلى أيّة حال فهذا الإشكال أيضاً غير مستند إلى دليل منطقي وهو شبه دليل وما هو إلّا استبعادٌ لا غير.
* * *
٧ ـ ايّ جسمٍ يُعادُ يوم القيامة؟
والإشكال الأخير الذي يمكن طرحه هنا هو ما أشرنا إليه سابقاً من أنّ العلم الحديث أثبت أنّ جسم الإنسان في حالة تبدّل وتغيّر دائم ، فالخلايا تندرس بالتدريج ويحل محلها خلايا اخرى ، وبعد مرور سبع سنين تقريباً تتبدّل جميع خلايا الإنسان وتحل محلها خلايا جديدة ، كما هو الحال في الحوض الكبير الذي يدخله الماء من أحد جوانبه ويخرج من جانب آخر ، ومن الطبيعي أن يتبدل جميع مائهِ بعد فترة.
بناءً على هذا فإذا ما عمّر جسم الإنسان سبعين سنة فإنّه يتبدل عشر مرات ، فهل تعاد جميع هذه الأجسام العشرة يوم القيامة ويعاد الإنسان بحجم العمالقة؟! أم لا يعاد إلّابحجم جسم واحد منها؟ وإن قيل : إنّ أحد هذه الأجسام يعاد يوم القيامة فأيّها سوف يعاد؟ وما هو النصاب في هذا الترجيح؟
__________________
(١) بحار الأنوار ، ج ٧ ، ص ٥٠.