الجواب :
إنّ هذا السؤال استبعاد أيضاً ، فما المانع من أن تعاد جميع هذه الأجسام؟ لكن الحق هو إعادة الجسم الأخير فقط ، لأنّ القرآن يقول : «يبعث من في القبور» وتحيى العظام الرميمة والتراب ، وهذا لا يعني إلّاإعادة الجسم الأخير.
أمّا ما هو المناطُ في ترجيج هذا الجسم على الأجسام الاخرى؟ فالمناط أنّ هذا الجسم يحمل جميع صفات وخصوصيات تلك الأجسام ، وذلك لأنّ الخلايا التي تتخلّى عن محلها تعطي بالإضافة إلى ذلك جميع صفاتها للخلايا الجديدة التي تحل محلها ، بناءً على هذا فالجسم الأخير يحمل في طياته عصارة جميع الأعمال والأوصاف السابقة ، وإذا ما توفر المنظار الثاقب الذي يكشف الحقائق لأمكن مطالعة جميع سوابق الإنسان من خلال بصمات خاصيّة جسمه الأخير.
ومن البديهي أن لا يتنافى هذا أبداً مع حشر المؤمنين والصالحين على هيئة شباب يمتلئُون بالحيوية ، وهذا يشبه عملية جمع تراب اللبنة البالية ووضعها في قالب جديد لتصبح لبنة جديدة.
* * *
ثمرة البحث :
توصلنا من خلال ما مّر من البحوث إلى هذه النتيجة ، وهي أننا لا نواجه في بحث المعاد مشكلة عصيبة ، وما عَدَّهُ البعض من المشاكل في الغالب ناتجٌ عن عدم إعمال الدقّة الكافية خصوصاً في هذه المسألة ، ولا يستحق أى من هذه الإشكالات السبعة الذكر إلّاإشكال الآكل والمأكول ، أمّا بقية الإشكالات فهي جزئية تتضح الإجابة عنها بمجرّد إعمال شيء من الدقّة.