المعاد في الحضارات السالفة
تمهيد :
كان لعقيدة المعاد صدىً واسع لدى الأمم السابقة ويلاحظ تجسّد آثار هذه العقيدة بكل وضوح في نفوس الشعوب التي عاشت في العصور الغابرة أي في قرون ماقبل التاريخ ممّا لايبقي أي شك في أنّ أولئك كانوا يحملون اعتقاداً راسخاً بوجود العالم الآخر.
وعندما ندخل في مرحلة ما بعد التاريخ نلاحظ أيضاً أنّ جميع الشعوب والأقوام تقريباً يؤمنون بمسألة المعاد على الرغم من اختلاف ثقافاتهم.
وقبل الخوض في مطالعة هذا الأمر عن طريق مشاهدة أسانيد ووثائق المؤرخين نعود إلى القرآن لنرى مايقوله في هذا المجال :
أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة أيضاً وهي أنّ الاعتقاد بمسألة المعاد والحياة بعد الموت كانت مطروحة منذ خلق آدم عليهالسلام ، حتّى أنّ ابليس كان يعترف بذلك ، وبعد آدم عليهالسلام كان الأنبياء أيضاً ـ الذين كانت مهمتهم هداية الشعوب ـ يدعون الناس إلى الإيمان بهذه المسألة (مسألة الحياة بعد الموت وحياة الآخرة) ، وقد أدّت دعوة الأنبياء إلى أن تصبح هذه المسألة من المسائل المألوفة لدى الناس.
كما أنّنا نُقِرُّ بأنّ هذه المسألة وما يتعلق بها من المعارف التي نزلت عن طريق الوحي قد وردت على لسان النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله أيضاً وبصورة أوسع ممّا كانت عليه سابقاً ، لذا فإنّ قسماً مهماً من آيات القرآن المجيد تصدت لشرح مسألة المعاد بجميع فروعها وتفاصيلها.
بعد هذا التمهيد نعود إلى القرآن لنتأمل خاشعين في نماذج من الآيات المختصة بهذا المجال :