وقال البعض : إنّ «أساطير» جمع «اسطورة» و «اسطارة» و «اسطير» ووجود الزيادة على المصدر الثلاثي دليلٌ على الإضافة في المعنى ، فيكون المعنى الأصلي هو السطر الطبيعي والمعنى الاضافي هو الأسطر المزيّفة والكاذبة (١).
* * *
ثمرة البحث :
يستفاد من خلال الآيات المذكورة وكذلك الآيات الكثيرة المشابهة لها في القرآن المجيد أنّ مسألة المعاد قد طرحت منذ وطأ آدم عليهالسلام الأرض وأنّ جميع الأنبياء دعوا الناس للإيمان بها ، خلافاً لزعم المغفلين الذين يرون أنّ الحديث عن الإيمان بيوم القيامة طرح مؤخراً من قبل المؤمنين.
بل يستفاد من آيات متعددة من القرآن أنّ الله أيضاً يحاجج المجرمين بمسألة المعاد يوم القيامة ، قال تعالى : (يَا مَعْشَرَ الجِنِّ وَالْانْسِ الَمْ يَأتِكُمْ رُسُلٌ مِّنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ ايَاتِى وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا). (الانعام / ١٣٠)
فهذه الآية تدل بوضوح على أنّ انبياء الله دعوا جميع الجن والانس للإيمان بالمعاد.
وجاء هذا المعنى في آية اخرى نقلاً عن لسان خزنة جهنم عند محاورتهم أصحاب النار : (وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا الَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا). (الزمر / ٧١)
واللطيف أنّ أصحاب النار يعترفون جميعاً بهذا المعنى أيضاً ، كما يدل على ذلك ماجاء في تتمة هذه الآية : «قَالُوا بَلَى».
بناءً على هذا فالقرآن يرى أنّ مسألة المعاد تشكل العمود الفقري في دعوة الأنبياء ، وان الدعوة للإيمان بالمعاد بدأت منذ خلق آدم عليهالسلام واستمرت على مرّ العصور بواسطة دعوة الأنبياء وأنّ جميع الشعوب قد تعرّفت على هذا الموضوع.
والآن ننتقل إلى بحث الأسانيد التاريخية وتقارير العلماء الواردة في هذا المجال.
__________________
(١) التحقيق في كلمات القرآن الكريم.