«... تأتي تلك الساعة فيستمع جميع من في القبور نداءها فيخرجون جميعاً ، فمن عمل صالحاً يذهب إلى قيامة الحياة ، ومن عمل سيئاً يذهب إلى قيامة الجزاء» (المراد من قيامة الحياة ظاهراً هي الحياة في النعيم الإلهي التي هي ثواب الصالحين ، والمراد من قيامة الجزاء هو مجازاة المذنبين طبقاً لمقتضى قضاء العدل الإلهي) (١).
ثمرة البحث :
من خلال البحوث المذكورة يمكننا بكل وضوح الوصول إلى هذه النتيجة وهي : إنّ الاعتقاد بالحياة بعد الموت في نظر مؤَرِّخي الأديان وغيرها هو من أقدم المعتقدات لدى الأقوام المختلفة للبشر بل هو أقدم من اختراع الخط وتدوين التاريخ أيضاً ، وإنَّ جميع الأقوام والشعوب كان لديهم نوعٌ من هذه الاعتقادات التي لم تؤثّر فيها لا القومية ولا الجنس ولا اللغة ولا الخصوصية الجغرافية ، بل هي عقيدة شمولية حملها البشر على مرّ التاريخ وقبل تدوينه.
وطبقاً لما جاء مفصلاً في بحث كون المعاد فطرياً ، فإنّ شمولية هذه العقيدة نابعة من كونها ذات جذور فطرية ، فهي ذاتية وليست من الامور الطارئة على البشر من الخارج ، كي تتطوّر بمرور الزمان أو بتطور الشعوب.
* * *
__________________
(١) انجيل يوحناً ، الباب ٥ ، جملة ٢٨ و ٢٩ (اقتباس من ترجمة «وليام غلن» طبع المجتمع البريطاني للترجمة الاجنبية للكتب المقدسة سنة ١٨٧٨).