الإيمان بالمعاد وعلاقته بالتربية
تمهيد :
إنّ ممّا لا شك فيه هو أنّ الإيمان بالمعاد له تأثير بالغ على أعمال البشر ، فأعمال الإنسان أساساً ، ما هي إلّاانعكاسات لعقائده ، أو بتعبير آخر إنّ سلوك كل إنسان له علاقة وثيقة بنظرته الكونية.
فمن يعتقد بأنّ جميع أعماله بلا استثناء ، سوف تناقش قريباً في محكمة يتّسم قضاؤها بالعلم بجميع الامور ، وأنّه لا تنفع في تبديل حكمهم شفاعة الآخرين أو الرشوة ، وأنّه لا مجال لدخول التعديلات على احكامها الصادرة ، التي سوف يثاب أو يعاقب وفق مفادها ، بل من ناحية اخرى إنَّ من يعتقد بأنّ أعماله محفوظة على الدوام وتتسم بصبغة الخلود ، وأنّها سوف تحشر معه في الآخرة لتعيين مصيره من ناحية الفخر أو الذّلة ، والطمأنينة أو العذاب ، وبأنّها تجرّه إلى السعادة الخالدة أو العذاب الأبدي ، فإنّه من البديهي أن لا يسعى مثل هذا لإصلاح نفسه فحسب ، بل يصبح حذراً جدّاً في ممارسة سلوكه وأعماله المختلفة ويتمعن فيها كثيراً ، كما هو الحال في العالم المطّلع على خواص العقاقير الطبيّة النافعة والسموم القاتلة ، فإنّ هذا يسعى لتجنيد جميع طاقاته للحصول على العقاقير النافعة ، كما أنّه يحذر كل الحذر من السموم القاتلة ، فهذه المسألة تصدق على موارد الاعتقاد بالحياة بعد الموت ومحكمة القيامة.
بعد هذه الإشارة نعود إلى القرآن لنتأمل خاشعين في الآيات التالية الواردة في هذا المجال :