لوازمه ، أجل ، فيوم القيامة يوم زوال الحجب وظهور آيات الحق جلّ وعلا ، وتجلّيه للقلوب ، ومن تعبير الإمام هذا ، يدرك كل شخص ما المقصود منه كلٌ حسب استعداده واختلاف مستواه ، وكما قلنا سابقاً إنّ الشهود الباطني لأولياء الله يوم القيامة يختلف كثيراً عن شهود الأفراد العاديين.
* * *
٨ ـ الرجوع إلى الله
وأخيراً ، ورد تعبيرٌ آخر بصورة واسعة (عشرات المرات) في الآيات القرآنية لوصف القيامة ، وهو عبارة «الرجوع إلى الله» أو عبارة «العود إلى الله» ومشتقاتها ومن ضمنها الآية الأخيرة من آيات بحثنا ، قال تعالى : (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ).
التعبير بالرجوع والعود ـ كما قلنا ـ تكرر ذكره في الآيات فقد ورد أحياناً : (إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً). (المائدة / ٤٨)
وأحياناً خاطب به النفس المطمئنة والروح المتكاملة حيث قال تعالى : (ارْجِعى إِلَى رَبِّكِ). (الفجر / ٢٨)
وأحياناً لبيان قدرة الله يقول : (انَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ). (الطارق / ٨)
وأحياناً يقول نقلاً عن لسان المؤمنين : (إِنَّا للهِ وإِنَّا إِلَيْه رَاجِعُون). (البقرة / ١٥٦)
ويقول أحياناً : (إِنَّ الَى رَبِّكَ الرُّجْعَى). (العلق / ٨)
هذه التعبيرات التي لها نظائر كثيرة في القرآن المجيد تُشير إلى أنّ القيامة والحشر في نظر القرآن هي نوع من الرجوع ، ويتّضح من مفهوم تلك الكلمة أنّ الشيء الذي يأتي من نقطةٍ ما ، يعود إلى تلك النقطة.
وهناك سؤال يطرح نفسه وهو كيف ينطبق هذا المعنى على يوم القيامة؟ وبأيّ نحوٍ أتينا من عند الله وكيف نرجع إليه؟!
للجواب عن هذا السؤال قدّر بعض المفسرين كلمة في الآية وقالوا : إنّ التقدير هو «إلى