الإيمان بالآخرة (محكمة العدل الإلهي في الدار الآخرة) ، تارةً يبعث على الصحوة والانتباه والتقوى وتهذيب النفس والخوف من ارتكاب الذنوب أو ممارسة الظلم والاستبداد ، وتارةً يكون عدم الإيمان بها سبباً في ابتعاد الإنسان عن الحقائق ، وسبباً في استكباره على الحق وانغماسِهِ في بحر المفاسد والذنوب.
وبهذا يتضح بكل جلاء تأثير الإيمان الراسخ بالمعاد على تربية البشر من وجهة نظر القرآن المجيد.
* * *
توضيحات
١ ـ الآثار الإيجابية العميقة للإيمان بالقيامة
إنّ «المراقبة والمحاسبة» هما عاملان مهمّان في التربية. ومن أحد معاني المراقبة هو أن يعلم الإنسان بأنّ هناك من يراقبه وهو يخضع لرقابته في جميع الأحوال ، بل يعلم بأنّ جميع أسراره الخفية أيضاً تخضع لرقابته.
فالالتفات إلى هذا الحقيقة يجعل الإنسان في حالة انذار دائم ، كما أنّ الالتفات إلى «المحاسبة» وإلى أنّ جميع أعماله الصغير منها والكبير والحسن منها والسيء ، سوف يخضع للحساب وسوف تجازى الأعمال بعدالة على قدرها ، ممّا يؤدّي إلى أن لا يرى الإنسان نفسه مطلق العنان في إنجاز أعماله وإلى أن لا يهملها ويعدّها صغيرة ، وكلّما كانت قوّة الرقابة والحساب دقيقة كلّما دقق الإنسان أكثر في إنجاز أعماله.
ففي زماننا الحاضر تخضع بعض الطرق الخارجية في بعض البلدان للمراقبة بواسطة الكاميرات الخفية ، ويراقب شرطة المرور تلك الطرق وهم جالسون في مراكز المراقبة بكلّ دقّة ، وتتمُّ ملاحقة سائقي السيارات المخالفين لقوانين المرور بواسطة اعلام مراكز المراقبة (بواسطة المرسلات اللاسلكية) النقاط المستقرّة في بوابات تلك الطرق أو الدوريات المتجوّلة لايقاف تلك السيارات وتغريم سائقيها.