١ ـ الموت
تمهيد :
بالرغم من أنّ اسم الموت مرعب جدّاً ومهيب في نظر الكثيرين ، إلّاأنّه لا يتّصف بذلك في نظرية المعرفة الإسلامية ، وذلك لأنّ الموت جسر عبور نحو العالم الآخر ، بل ويعدّ الموت في الحقيقة ولادة جديدة.
ويحتمل أن يكون بكاء المولودِ الشديد عند الولادة وذلك لأنّه يحتمل الفناء ، بالرغم من كونه قد خرج إلى عالمٍ أوسع بكثير من بطن الام.
وفي نفس الوقت لا يكون العبور من هذه البوّابة محبوباً لدى الجميع ، بل لا يستحسنه إلّا الذين يصطحبون الزاد والعدّة الكافية لهذا السفر الصعب ، لذا فليس من العجيب أن يسيطر الخوف والهلع من الموت على قلوب المسيئين والمجرمين ـ حتّى لو كانوا يؤمنون بالحياة بعد الموت ـ.
فهذه النظرة للموت تمنح الإنسان القدرة على الجهاد والإيثار والتضحية ، ولا يصبح ذليلاً وحقيراً بسبب الخوف من الموت من جهة ، ومن جهة اخرى يكون تحذيراً للبشر من الابتلاء بارتكاب الذنوب ، ومن العوامل المؤثّرة في تربيتهم.
إنّ القرآن المجيد أكّد على هذه المسألة كثيراً وشرح هذا الحديث المهم الذي يبتلى به جميع البشر من دون استثناء من خلال تعابير مختلفة وقال كُلّ ما يمكن أن يقال حوله.
بعد هذه الإشارة نعود إلى القرآن لنمعن في الآيات الواردةِ في هذا المجال خاشعين. (يجب الالتفات إلى أنّ كل آية من هذه الآيات تسلّط الأضواء على أحد أبعاد هذا الموضوع) :