٢ ـ البرزخ
تمهيد :
«البرزخ» : هو الشيء الحائل بين شيئين ، ثم توسّع هذا المعنى ، واطلق على كلّ ما يحول بين الشيئين أو بين المرحلتين (١).
والمراد من «البرزخ» هنا هو العالم الذي يتوسط بين الدنيا وعالم الآخرة ، أي أنّ الروح بعد انفصالها عن الجسم وقبل عودتها إليه ثانيةً يوم القيامة سوف تبقى في عالم يتوسط العالمين ويطلق عليه اسم البرزخ.
والأدلة الرئيسية التي يمكن بواسطتها إثبات وجود عالم البرزخ هي الأدلة النقلية (الآيات والروايات) وإنْ كان بالإمكان إثبات هذه المسألة بالسبل العقلية أو الحسيّة (عن طريق احضار الروح) أيضاً.
وبالرغم من عدم تعرّض القرآن بكثرة لذكر مسألة البرزخ ومروره عليها مرّ الكرام ، إلّا أنّه في نفس الوقت له تصريحات وتعابير واضحة في هذا المجال وردت خلال آيات متعددة ، والتي يمكنها أن تبيّن لنا القوانين العامّة المتعلقة بعالم البرزخ.
بعد هذه الإشارة نعود إلى القرآن لنمعن خاشعين في الآيات الواردة في هذا المجال :
١ ـ (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ* لَعَلِّى اعْمَلُ صَالِحاً فِيَما تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ). (المؤمنون / ٩٩ ـ ١٠٠)
__________________
(١) جاء في الآية ٢٠ من سورة الرحمن حول البحر الذي يضم ماءً عذباً وماءً أجاجاً في آن واحد : بينهما برزخٌ لا يبغيان.