القرآن ، يعتبر دليلاً ملموساً وواضحاً على وجود عالم البرزخ. وكل ما هنالك هو عدم ذكر الكثير من جزئيات عالم البرزخ ، ولم يُشَرْ إلّاإلى أصل وجود هذا العالم مع شيء من مكافآت المحسنين وعقوبات المسيئين ، ولكن الروايات أشارت إلى تفاصيل كثيرة في هذا المجال وسوف نتعرّض إلى ذكر قسم منها.
* * *
توضيحات
١ ـ البرزخ في الأحاديث الشريفة
ورد ذكر عالم البرزخ في الأحاديث الشريفة بصورة واسعة جدّاً ، وقد بلغ حجم هذه الروايات من الكثرة ممّا جعل المرحوم الخواجة الطوسي أن يعدّها في كتابه تجريد الاعتقاد من المتواترات ، في قوله «وعذابُ القبر واقعٌ بالإمكان وتواتر السمع بوقوعه».
ونشير هنا إلى نماذج واضحة من هذه الروايات :
١ ـ جاء في الحديث : «القبرُ إمّا روضةٌ من رياض الجنّة أو حفرةٌ من حفر النيران».
رواه «الترمذي» في «صحيحه» عن النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله ، كما رواه المرحوم «العلامة المجلسي» في «بحار الأنوار» في موضعٍ عن أمير المؤمنين علي عليهالسلام وفي موضع آخر عن الإمام علي بن الحسين عليهالسلام (١).
٢ ـ وجاء في المشهور عن النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله : أنّه عندما ألقوا بأجساد قتلى مشركي مكّه ، الذين قتلوا في غزوة بدر في أحد الآبار وقف صلىاللهعليهوآله : على البئر وقال : «يا أهل القَليب هل وجدتُم ما وعَدَ ربُّكُم حقاً؟ فإنّي وجدتُ ما وعدني ربّي حقاً. قالوا ، يا رسول الله هل يسمعون؟ قال ما أنتم بأسمعَ لما أقول منهم : ولكنَّ اليوم لا يجيبون» (٢)!
ورويَ هذا المضمون بتعابير اخرى في روايات متعددة ، منها ما جاء في الحديث : نادى
__________________
(١) صحيح الترمذي ، ج ٤ ، كتاب صفة القيامة ، باب ٢٦ ، ح ٢٤٦٠ ؛ بحار الأنوار ، ج ٦ ، ص ٢١٨ ، وص ٢١٤.
(٢) كنز العمال ، ج ١٠ ، ص ٣٧٧ ، ح ٢٩٨٧٦. والقليب : بمعنى البئر.