حُجُراتٍ في الجنّة يأكلونَ من طعامها ويشربون من شرابها ، ويقولون رَبّنا أقِم الساعة لنا ، وأنجز لنا ما وعدتنا» (١).
ومن الواضح هو أنّ المراد من الجنّة هنا هي جنّة البرزخ التي هي أدنى بكثير من جنّة القيامة ، لذا يتمنى المؤمن قيام القيامة ، هذا بالإضافة إلى أنّ وجودهم في البرزخ المكاني يدل على حلول أرواحهم في القالب المثالي ، وذلك لأنّها فارقت أجسامَ هذه الدنيا.
* * *
٤ ـ خصوصيات عالم البرزخ
إنّ القرآن المجيد لم يتعرّض كثيراً لذكر هذه الخصوصيات ، وكلّ ما تعرّض له هو : أَنّ هناك برزخاً وأنّ فيه فريقاً يتنعّم بنعم الله وفريقاً آخر في العذاب ، ولكن ماهي التفاصيل؟ فإنّها لم تبيّن ، ومن المحتمل أن يكون السبب في ذلك هو أنّ سيرة القرآن هي بيان الاصول العامة وترك التفاصيل للسنّة.
أمّا ما بينته السنّة في هذا المجال فهو ما يلي :
أ) سؤال القبر
دلّت روايات عديدة على أنّ الإنسان عندما يوضع في القبر يأتي إليه اثنان من ملائكة الله ، فيسألانه عن اصول دينه ، التوحيد والنبوة والإمامة ، كما أنّ بعض الروايات أشارت إلى أنّه يُسأل حتى عن كيفية قضاء عمره من جوانب عدّة ، كالسؤال عن سُبل كسبه للمال وانفاقه إيّاه ، فإنْ كان من المؤمنين الصادقين فإنّه سوف يجيب عمّا سُئل بسهولة ، وتغمره الرحمة الإلهيّة واللطف ، وإن لم يكن كذلك فإنّه سوف يفشل في الإجابة ويغرق في عذاب البرزخ الأليم.
وقد اطلِق على هذين الملكين في بعض الروايات اسم «ناكر» و «نكير» وفي بعضها
__________________
(١) فروع الكافي ، ج ٣ ، ص ٢٤٤ (باب آخر في أرواح المؤمنين) ، ح ٤.