للقيامة سبعون عنواناً في القرآن
تمهيد :
بعد أن تعرضنا للتعبيرات العامة التي أوردناها في البحث الماضي نلاحظ أنّ القرآن انتخب «للمعاد» اسماءً كثيرةً تشير جميعها إلى جزئيات أوصاف ذلك اليوم العظيم ، والمسألة الملفتة للنظر هي أنّ القرآن المجيد لا يعبّر عن القيامة بتعبير واحد وذلك بسبب ما يظهر في يوم القيامة من حوادث مختلفة ومتنوعة كثيرة ، وكل واحد من تلك الأحداث تمثّل وجهاً وبعداً من أبعاد ذلك اليوم.
إنّ القرآن ومن أجل توضيح هذه الخصائص والمميزات ، ذات الآثار التربوية العميقة استخدم أسماءً متنوعة ؛ وذلك لإعطاء صورة دقيقة من خلال الآيات لذلك اليوم العظيم والأحداث المهيبة جدّاً.
ولا شك أنّ المقصود من «الاسم» هنا ليس هو «الاسم العَلَم الشخصي» بل ما هو أوسع معنىً والذي يشمل «الأسماء الوصفية» أيضاً ، أي العناوين التي تعبّر عن صفات ذلك اليوم ومميزات تلك الحياة.
بعد هذه الإشارة نذهب لنتعرف على أسماء القيامة في القرآن ، ونودّ أن نذكّر القّراء الكرام ثانيةً بهذه المسألة وهي أنّ التعمّق في هذه الأسماء له آثار تربوية عميقة وله تأثير كبير في تهذيب النفوس وإصلاح القلوب والدعوة إلى التقوى والردع عن ارتكاب السيئات في الصحوة والغفلة.
قال المرحوم «الفيض الكاشاني» في «المحجّة البيضاء» : «... تحت كل اسم من أسماء القيامة سرّ ، وفي كلّ نعتٍ من نعوتها معنى ، فاحرص على معرفة معانيها ، ونحن الآن نجمع