لكنّ المرحوم العلّامة المجلسي في تحقيقه حول أحاديث هذا الباب ، قال في إحدى عباراته : «فالمراد بالقبر في أكثر الإخبار ما يكونُ الروحُ فيه في عالم البرزخ» (١).
وهناك مسألة اخرى يجدر الالتفات إليها وهي طبقاً لما جاء من قرائن في الروايات يتضح أنّ أسئلة وأجوبة القبر هي ليست اسئلة وأجوبة عادية يتمكن الإنسان من الإجابة عليها بما يحلو له ، بل هي أسئلة تنبع اجاباتها من أعماق روح الإنسان ، ومن صحيح معتقداته ، ولا يؤثر تلقين الأموات إلّافي إثارتها لا أنّه يؤثّر في الإجابة بصورة مستقلة ، فالجواب كأنّه ينبع من عمق التكوين والحقيقة الكامنة في الباطن.
ب) ضغطة القبر
هذه المسألة هي من المسائل التي ورد ذكرها في أحاديث كثيرة أيضاً ، كما يستفاد من الروايات أيضاً ؛ أنّ ضغطة القبر تشمل الجميع بدون استثناء ، كلّ ما هنالك أنّها تكون شديدة على البعض وتكون من عقوبات الأعمال ، وتكون أقّل شدّة على البعض الآخر وتعتبر كفّارة للذنوب؟
جاء في الحديث الشريف عن النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله عند دفن الصحابي المعروف (سعد بن معاذ) أنّه قال : «إنّه ليس من مؤمنٍ إلّاوله ضمّةٌ» (٢).
وفي رواية اخرى عن الإمام الصادق عليهالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «ضغطة القبر للمؤمن كفارةٌ لما كان منه من تضييع النّعم» (٣).
لكن يستفاد من رواية اخرى أنّ المؤمنين لا تمسّهم ضغطة القبر أبداً ، وأنّ ضغطة القبر التي حلت بسعد بن معاذ هي من أجل سوء خلقه مع اهله ، جاء في هذه الرواية : «إِنّهُ كانَ في خُلُقِهِ معَ أَهْلِهِ سوءٌ» (٤).
__________________
(١) بحار الأنوار ، ج ٦ ، ص ٢٧١.
(٢) المصدر السابق ، ح ١٦ و ١٩.
(٣) المصدر السابق.
(٤) المصدر السابق ، ح ١٤.