إذ كانوا يعدون بسرعة نحو الأوثان في أيّام الفرح أو أيّام العزاء أو عند العودة من السفر ومن هنا يظهر السّر المكنون في هذه الآية.
* * *
٨ ـ اليوم الموعود
ورد هذا التعبير مرّة واحدة في آية واحدة من القرآن أيضاً بصورة قَسَم عظيم حيث قال تعالى : (وَالْيَومِ الْمُوعُودِ) ، (أى اليوم الذي هو موعد الجميع وقد وعد جميع الأنبياء بذلك). (البروج / ٢)
وفسَّر بعض المفسرين اليوم الموعود على انَّه إشارة ليوم الخروج من القبور أو اليوم الذي يشفع فيه النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله ، ولكن المعنى الأول يشمل جميع هذه المعاني (١).
وورود هذا القَسَم في القرآن المجيد بعد القسم : (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ) ، هو إشارة إلى عظمة ذلك اليوم وأنّ عظمته كعظمة السماء ، أو إشارة إلى أن خلق هذه السماء العظيمة وذلك النظام الدقيق المهيمن عليها لا يتمّ إلّامن أجل ذلك اليوم الموعود ؛ ذلك لأنّ هذه الدنيا الفانية لوحدها لا تستحق مثل هذا النظام العظيم المترامي الأطراف.
ومهما يكن من أمر فقد ورد تعبير آخر يشابه هذا التعبير ، قال تعالى : (فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِى يُوعَدُونَ) (٢). (الزخرف / ٨٣)
* * *
٩ ـ يوم الخلود
لم يرد هذا التعبير في آيات القرآن إلّامرّة واحدة في قوله تعالى : (أُدخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ). (ق / ٣٤)
__________________
(١) تفسير روح المعاني ، ج ٣٠ ، ص ٨٦.
(٢) ورد ما يشابه هذا التعبير في الآية ٤٣ من سورة المعارج ؛ والآية ٦٠ من سورة الذاريات أيضاً.