ورد هذا التعبير بعد وصف «الجنّة» في آيات سورة ق ، وإن دلّ على شيء فإنّه يدلّ على خلود ودوام تلك النعمة الإلهيّة والمكافأة العظيمة وجميع نعمه تعالى التي وهبها للمحسنين إلى الأبد ، وفي الحقيقة إنَّ يوم الخلود يبدأ من وقت الدخول إلى الجنّة.
وهذا التعبير يؤيد بوضوح ما قلناه مسبقاً وهو أنّ كلَّ واحد من أسماء وصفات القيامة يحمل في طياته إشارة إلى أحد أبعادها ، والكلام هنا عن الدوام الأبدي ، ومن الطبيعي أنّ عذاب جهنم كذلك ولكن لم يعبّر القرآن بـ «يوم الخلود» إلّافي هذا المورد ، أمّا بشأن جهنم فيوجد تعبير مشابه آخر وهو «دار الخلد» قال تعالى : (ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ). (فصلت / ٢٨)
* * *
١٠ ـ يومٌ عظيم
ورد اطلاق وصف اليوم العظيم في آيات متعددة من القرآن المجيد ، منها : قوله تعالى : (فوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَروُا مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ) (١). (مريم / ٣٧)
ومن الجدير بالذكر أنّ التعبير ب «عذاب يوم عظيم» جاء أيضاً في آيات القرآن في موارد العذاب الدنيوي المهيب ، وبمجرد البحث في الآيات السابقة واللاحقة يمكن تمييزه عن عذاب يوم القيامة بسهولة.
على أيّة حال فإنّ نعت ذلك اليوم بالعظمة انّما جاء لأمورٍ مهمة كثيرة تحصل في ذلك اليوم العظيم مثل : المكافأة والمجازاة العظيمة ، والقضاء والحساب العظيم ، والحضور العظيم للمخلوقات في ذلك اليوم ، وعظمة امتداد ذلك اليوم ، وعظمة الخوف والرهبة والفزع ، وهيبة المحشر والحساب ، وفي عبارة مختصرة هي العظمة في جميع جوانبها.
* * *
__________________
(١) جاء أيضاً ما يشابه هذا التعبير في الآية ١٥ ، يونس ؛ ١٥ ، الانعام ؛ ٥٩ ، الاعراف ؛ ١٣٥ ، الشعراء ؛ ٢١ ، الاحقاف ؛ ١٣ ؛ الزمر ؛ ٥ ، المطففين.