والاضطراب على تمام وجودهم ، وذلك لأنّ أحداً لا يعلم إلى أين ينتهي مصيره ، والجميع ينتظرون الحساب وينتظرون لطف الله.
قال بعض المفسرين في شدّة هذا اليوم : سبحان الله ما أشدَّ اسم هذا اليوم وهو من اسمه أشد.
* * *
٢٤ ـ يوم البعث
ورد هذا التعبير مرّتين في القرآن المجيد وذلك في آية واحدة وهي : (وَقَالَ الَّذيِنَ اتُوا الْعِلمَ وَالإِيمانِ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِى كِتَابِ اللهِ إِلَى يَومِ الْبَعْثِ فَهذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَاتَعْلَمُونَ). (الروم / ٥٦)
من الواضح أنّ التعبير عن احياء الموتى ب «البعث» (والأفعال المشتقة منه) في آيات القرآن المجيد كثير جدّاً واستعمل استعمالاً واسع النطاق كما أشرنا إليه سابقاً ، وكل تلك التعبيرات تبيّن هذه الحقيقة وهي أنّ ذلك اليوم يوم حياة الجميع بعد موتهم ، وبما أنّنا أشرنا إليه بما فيه الكفاية في هذا الصدد فلا نرى ثَمّة حاجة إلى توضيح أكثر.
* * *
إلى هنا ينتهي القسم الأول : ومن خلال الأسماء والاوصاف والتعبيرات المختلفة التي وردت في هذا القسم تتجلى لنا بوضوح هذه الحقيقة وهي أنّ القرآن جاء لينبّه الناس من غفلتهم ، ومن أجل تربيتهم وتعليمهم وهدايتهم إلى التكامل والسمو ، وكذلك من أجل عرض وتوضيح الصور المختلفة للمعاد ، فقد انتخب للمعاد أسماءً متنوعة يشير كل واحد منها إلى بُعدٍ من أبعاد ووقائع ذلك اليوم وأحداثه العظيمة المزلزلة التي لا نظير لها ، فكل واحد من هذه الأسماء ، أو بتعبير آخر كل واحد من أوصاف ذلك اليوم يحمل في طياته خطاباً متميزاً لجميع البشر وعلى مرّ القرون والعصور.
خطابٌ إذا ما اعتُبِرَ به فإنّه سيكون عاملاً مؤثراً في الردع عن الانحرافات والسيئات